منذ تولي فوزي لقجع، رئيس نادي نهضة بركان، رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، شرع في الترويج لرغبته القوية في إحداث قطيعة مع سنوات التسيير العشوائي لهذا النوع الرياضي بالمغرب، موزعا الوعود هنا وهناك حول عزمه تطوير اللعبة وإدراجها عالم الاحتراف والرفع من مستوى الممارسة. وعود الوافد الجديد على أغنى الجامعات الرياضية بالمغرب سرعان ما بدأت تتبخر بعد أن طفت على السطح مجموعة من الأحداث التي أظهرت "العبث" الذي يميز عمل المكتب المديري في تدبير الشأن الرياضي، وبينت بشكل ملموس للمتتبع الرياضي وجود غموض في تدبير مجموعة من الملفات، وكذا مصداقية بعض الوجوه الجديدة في إنجاز مهمتها القاضية بخدمة كرة القدم والرياضة بشكل عام فقط دون غيرها. شِيك بودريقة خلف شيك محمد بودريقة، رئيس نادي الرجاء البيضاوي ونائب رئيس الجامعة، البالغ قيمته 30 مليون سنتيم، والذي منحه لفوزي لقجع، رئيس نهضة بركان وجامعة الكرة، من أجل إتمام صفقة انتقال عبد الهادي حلحول من نادي المغرب الفاسي إلى نهضة بركان ضجة كبيرة وأثار مجموعة من التساؤلات حول تدخل رئيس ناد لتسهيل انتقال لاعب إلى فريق معين دون غيره. ولم تبد جميع الأطراف المتداخلة في الموضوع أي رد فعل سليم حول تفاصيل الواقعة التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية بشكل واسع، الشيء الذي يؤكد وجود تجاذبات، رياضية هذه المرة، بين رؤساء مجموعة من الجهات من أجل تسهيل معاملاتها حسب توجهات معينة وذلك عبر مسؤولياتها داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. تَهديد بوَقف النّشاط تلويح فوزي لقجع بوقف النشاط الكروي بالمغرب، في محاولة منه لوقف تداخل السياسة والرياضة خلال الأسابيع القليلة الماضية، يعتبر في حد ذاته إسهاما في خلط السياسي بالرياضي وإعلانا للهزيمة في مجابهة مثل هذه التحركات التي تعتبر عادية وتطفو على السطح في فترات معينة من السنة. وفي الوقت الذي كان من الأجدر على رئيس الجامعة التعامل بشكل مباشر بين أطراف معينة من أجل الحد من التصريحات والتصريحات المضادة، أسهم لقجع بطريقة أو بأخرى في الترويج لتلك الأحداث، عن طريقة خطاب حاول من خلاله إبراز سلطته، في حين كان بالإمكان إنهاء الأمر في جلسة واحدة بعيدا عن الأضواء. قلة احتِرام "الصّحافة" مرت شهور عديدة على تشكيل المكتب الجامعي ولا يزال الجانب التواصلي على ما هو عليه إن لم نقل أنه ازداد سوء، وذلك من خلال الطريقة المشينة التي يتم بها التعامل مع الصحافيين، من خلال تأجيل وإلغاء ندوة صحافية لرئيس الجامعة، كانت مبرمجة للحديث عن مستجد يهم الكرة المغربية، بعد عقوبات الكنفدرالية الإفريقية المسلطة على المنتخب الأول. لقجع لم يكلف نفسه عناء التوضيح للصحافيين أسباب تأجيل أو إلغاء الندوة، لتمر بذلك هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العلاقة بين الجامعة و"الكاف" دون خروج إعلامي رسمي للجهات المسؤولة عن اللعبة، وهو ما يظهر منسوب الجرأة عند الجامعة، في انتظار يوم "المساءلة" بدل ساعة لطرح التساؤلات.