لم يسبق لشعبي "الخضرا" و"الحمرا" أن توحدا داخل ملعب واحد لتشجيع فريق واحد والجلوس بمحادات بعضهم يفرحون في ذات الوقت ويتغنون بالأناشيد نفسها، هذه السابقة من نوعها تحققت يوم أمس عندما أشرك الوداديون والرجاويون مع عشقهم لأنديتهم حبا آخر لريال مديد الإسباني الذي أمتع أبصارهم بأروع وأجمل تقنيات كرة القدم. البيضاويين بكل إنتماءاتهم الكروية، قطعوا المسافة الفاصلة بين العاصمة الإقتصادية ومراكش في ساعات مبكرة من يوم أمس وقضوا وقتهم في جنبات الملعب عرضة لقساوة البرد في سبيل نظرة مباشرة لنجوم ألفوا أن يتابعهم فقط عبر شاشات التلفزيون. الغريب في مباراة الأمس أن محبي الوداد والرجاء وضعوا خلافاتهم الأبدية جانبا وجلسوا بمحادات بعضهم يصفقون لرونالدو وزملائه بعيدا عن استحضار خلفيتهم الكروية، ولا إضهار أحقادهم لبعضهم مستمتعين في مباراة الأمس بمستوى جد عال من الإحترافية لم يتعودوا عليه في بطولتهم الوطنية. مباراة نصف نهائي الموندياليتو التي جمعت بين بطل أوروبا ريال مدريد وبطل أمريكا اللاتينية كروز أزول، كشفت عن مظهر جد متحضر لشعب كرة القدم بالمغرب، وعكست مدى حب المغاربة بشكل عام للساحر المستديرة، كما أنها أوصلت رسالة مهمة للقائمين على الرياضة بأن جماهير هذا البلد يمكنها أن تضحي بالغالي والنفيس لدعم أنديتها في إشارة إلى أن الخلل من المسؤولين كما جاء في الشعارات التي رددوها أمس على مسامع العالم.