بعد أن كانت الدورة الأخيرة من كأس العالم 2014، إحدى أصعب المراحل المهنية التي مر منها الحارس الإسباني إيكر كاسياس، حيث تحولت هتافات الإسبانيين من تشجيع وتنويه إلى مطالبة بالرحيل والتنازل عن حراسة عرين "المتادور" و"الملكي"، حينما تراجع مستواه، بعد أن كان يتلقى الكرات بقفاز من حرير وعقل شارد وجسد مترهل، جعلت أحسن الحراس في السنوات يدخل مرحلة الموت الكروي لنجم ريال مدريد. كاسياس الذي كان يشك في أنه سيعود للعب كأساسي مع ناديه بعد مستواه بمونديال البرازيل، وبعد تعاقد الفريق مع حارس آخر، جعل من كبوته حافزا للإقلاع من جديد وبدأ تدريجيا في استعادة مستواه، من خلال جهوده على المحافظة على شباك ناديه نظيف من الأهداف قدر المستطاع، غير أن عودته إلى السكة الصحيحة بالبطولة المحلية أو دوري أبطال أوروبا، ينقصها الإشعاع الإعلامي الكبير لتحسين صورته لدى جماهير العالم، هذه الأخيرة التي نسيت كل محاسنه ولم يعشش في ذهنها سوى الأهداف الخمسة التي دمرت بها أقدام الهولنديين تاريخ أيقونة النادي الملكي. كأس العالم للأندية المقام حاليا بالمغرب وبالتحديد مباراة الأمس بين ريال مدريد و كروز أزول المكسيكي، كانت فرصة لتصحيح حارس "لاروخا" لمساره الذي إنحرف، بعدما تألق في مواجهة نصف نهائي الموندياليتو في صد كرات عديدة من الخصم كانت ستحدث فارق في مجرى المقابلة، كما لعب دورا كبيرا في خلق إرتياح لدى دفاع الفريق، وعرف كيف يربك هجوم المكسيكيين، ما دفع جماعير ملعب مراكش الكبير تهتف بإسمه مطولا، وتعيد له إعتباره الذي سقط بالبرازيل، بعد أن ضدّ ضربة جزاء خيراردو توراو، لاعب كروز أزول المكسيكي، وأعلن بداية مجده الجديد. الموندياليتو كباقي البطولات العالمي، فيها ربح وخسارة، تعمل على تحقيق أحلام البعض، فيما تتكفل بتدمير أماني الآخرين، وبين النصر والإخفاق أشخاص مثل إيكر كاسياس تمكن من فرض قوته كفرد وسط الجماعة، ليكون ملعب مراكش الكبير شاهدا على ولادة كروية أخرى لحارس المرينغي، الذي يعيش صباح اليوم على إيقاع صوره في كل صحف اسبانيا وهي تتغنى به.