عاش سكان عدد من الأحياء بمدينة خريبكة، ليلة أمس، لحظات عصيبة إثر هجوم نفذه العشرات من مرافقي فريق الوداد البيضاوي، والذين احتفلوا بفوزهم على شباب أطلس خنيفرة بتخريب الممتلكات الخاصة والعامة، وإثارة الشغب بمختلف أحياء المدينة، قبل أن يزرعوا الرعب في صفوف المسافرين على الطريق الوطنية رقم 11، وتخريب باقي الممتلكات بمركز ثلاثاء الأولاد. شرارة التخريب انطلقت حسب شهود عيان قبل انطلاق المباراة التي جمعت فريقي الوداد البيضاوي وشباب خنيفرة بملعب الفوسفاط، لتنتهي المباراة بفوز الفريق البيضاوي بهدفين لصفر، حيث بدأت الاستفزازت كالعادة بين جمهوري الفريقين، تطور إلى أعمال عنف وتخريب خارج الملعب. عدد رجال الأمن الذي قُدر بألف عنصر لم يكن، حسب متتبعين، كافيا لتغطية المباراة أمنيا، خصوصا وأن كلا الجمهورين غريب عن مدينة خريبكة بسبب مشاكل تهم ملاعب الفريقين، حيث انتشر المخربون بمختلف أحياء المدينة كحي المسيرة، النهضة، البيوت، السوق القديم، الفيلاج، القدس.. وقد عمل بعض الجمهور المحسوب على الوداد على تكسير زجاج السيارات والنوافذ وواجهات المقاهي، وتمزيق إطارات العجلات ووجهات المحلات التجارية، مستعملين في ذلك الأسلحة البيضاء والسيوف والأحجار، قبل أن ينتقلوا إلى خارج المدينة لاستقبال الوافدين على المدينة بالحجارة والاعتداء، حيث واصلوا أعمال الشغب لدى وصولهم إلى مركز ثلاثاء الأولاد الذي أخذ نصيبه من الدمار. شغب ليلة أمس، وصفه سكان مدينة خريبكة بالحرب والانفلات الأمني الخطير، مضيفين أن أعداد رجال الأمن بدت قليلة وشبه منعدمة أمام المد التخريبي وعدد المشاغبين، خصوصا وأن الأمر لا يتعلق بمباراة فريق أولمبيك خريبكة، بل يهم مباراة لا علاقة للمدينة بها، وفق تصريح عدد من السكان. كما حَمَّل عدد من متتبعي الشأن المحلي بالمدينة، المسؤولية لكل من رَخَّص أو ساهم في نقل هذه المباراة من خنيفرة أو الدارالبيضاء إلى مدينة خريبكة، ومطالبين في ذات الوقت بمعاقبة المشاغبين من جهة، ومحاسبة كل من ثبت في حقه تقصير في أداء مهامه، حتى لا يتكرر هذا الكابوس الذي زعزع أمن واستقرار الساكنة.