لا تعود هذه الصورة أعلاه لأحد ملاعب الهواة، أو الميادين الرياضية التي شهدت أحداث شغب في الفترة الأخيرة، بل ليست سوى نقل لما فعلته بعض المليمترات من الأمطار بأرضية مركب الأمير مولاي عبد الله، الذي سيشهد افتتاح "الموندياليتو" وسيعرف إقامة مباراة نصف نهاية البطولة التي سيكون ريال مدريد الاسباني طرفا فيها، وسيعرف أيضا مباريات مهمة في كأس إفريقيا للأمم إن تم تنظيمه في المغرب. ملعب العاصمة الذي أغلق أبوابه في وجه فريق الجيش الملكي وجماهيره طيلة شهور بداعي الإصلاح، بات بعد التساقطات المطرية لأول أمس، وكأنه أحد أوراش العمل أو أرضا زراعية حديثة الحرث بعد أن تكفلت، بعض الزخات في تحويل جهد أشهر إلى تشوهات في أرضية الملعب التي قيل أنها بقيمة أرضية "البيرنابيو". هذه المنشأة الرياضية التي كلفت الوزارة الوصية مايعادل 22 مليار سنتيم، من أجل ضخ دماء جديدة في مرافقها، وتحسين نوعية عشبها، عرّت واقع الإصلاح الرياضي في المغرب، والذي لم يتحمل دقائق من الأمطار المتهاطلة على أرضية ملعب صرفت عليه الملايير. وكانت وزارة الشباب والرياضة قد أصرت على ألا يمارس أي نشاط رياضي بمركب الأمير مولاي عبد الله، إلى حين يوم إفتتاح "الموندياليتو"، خوفا من أن يتضرر الملعب، الذي صرفت عليه ملايين الدراهم، لجعله يتماشى مع المواصفات الدولية الذي يضعها الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، سواء من حيث المرافق أو نوعية العشب. وزير الشباب والرياضة، وخلال قيامه بجولة تفقدية لجاهزية الملعب قبل شهر، أكد بأن مركب الأمير مولاي عبد الله استنزف كل هذه الأموال كي يكون معلمة رياضية قابلة لاستقبال الجمهاير في ظروف ملائمة، وتوفير أرضية مناسبة للاعبين ومرافق مريحة تتوفر على كل الضروريات، موضحا أن المعلب بات مجهز بأحداث وسائل المراقبة لمكافحة الشغب وفرض الانضباط، غافلا في ذات الوقت أن 4 ساعات فقط من الأمطار كفيلة بإعادته إلى "خراب" .