على وقع تشجيع حار وهتافات لا تهدأ، تواصل الجماهير العاشقة للدوري الإسباني لكرة القدم، الشهير ب"الليغا"، حضورها القوي لمباريات المسابقة الأشهر عالميا، غير أبهة بخطر فيروس "إيبولا"، الذي سجلت البلاد أول إصابه مؤكدة به في وقت سابق من الشهر الجاري. ويعكس ذلك تطمينات من الجهات الرسمية في إسبانيا بأن وضع "إيبولا" تحت السيطرة في البلاد، وذلك على خلاف الجارة العربية، المغرب، التي دفعتها المخاوف من "إيبولا" إلى مطالبة الإتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) بتأجيل استضافتها لبطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2015 التي من المفترض تنظيمها في يناير المقبل. الطبيبة بياتريس رودريغز، من لجنة خلية متابعة أزمة فيروس "إيبولا" في إسبانيا، قالت: "لا مخاوف جدية من انتشار عدوى إيبولا في البلاد؛ لأن الفيروس تحت السيطرة". وأضافت لوكالة الأناضول: "هناك بروتوكول صحي معتمد لتفادي وقوع أي ثغرة يمكن أن يتسرب عن طريقها هذا الفيروس عبر أنحاء البلاد؛ ما يعني استبعاد أي فرضية لانتشاره (الفيروس) سواء في المحيط القريب من المستشيفيات أو في الملاعب والمدرجات الرياضية". وفي السابع من الشهر الجاري، أعلنت وزارة الصحة الإسبانية رصد أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس "إيبولا"، وكانت للممرضة تيريزا روميرو، وهي إحدى أفراد طاقم طبي أشرف على علاج قس إسباني يدعي مانويل غارثيا، والذي توفى في مستشفى كالوس 3 بالعاصمة الاسبانية مدريد في ال 25 من سبتمبر الماضي بعد إصابته ب"إيبولا" في سيراليون. هذه الأخبار السيئة لا تعني، على ما يبدو، غالبية الجماهير العاشقة لمباريات "الليغا"، وخاصة المغرمين بمتابعة لقاءات الكلاسيكو بين الغريمين التقليديين ريال مدريد وبرشلون الغريمين، التي تنطلق جولة جديدة منها الأحد المقبل في إطار المرحلة التاسعة من المسابقة. يعتقد ذلك رافاييل سانتوس، الصحفي بوكالة الأنباء الإسبانية الرسمية، والمتابع لملف "إيبولا" في البلاد؛ حيث لا يرى تأثيرا يذكر ل"موضوع إيبولا على الجماهير الرياضية في إسبانيا". وأضاف ل"الأناضول": "إيبولا في إسبانيا تحت السيطرة، وفي حالة تعافي الممرضة تريزا؛ فإن ذلك سيكون بمثابة نصر للكوادر الطبية الإسبانية التي باشرت التعاطي مع الحدث". في هذا السياق، أكد عدد كبير من جماهير"الليغا"، التقت بهم "الأناضول"، أنهم عازمون على حضور مباراة الكلاسيكو المقبلة التي تقام على ملعب سانتياغو بيرنابيو، الشهير في وسط مدريد، حيث يتوقع أن يحضرها عشرات الآلاف من عشاق كرة القدم من داخل إسبانيا وخارجها. وقال مانويل غارثيا (42 عاما) من مدريد، وهو مشجع منتظم لنادي ريال مدريد، "لا توجد مخاوف جدية، سنقوم بشراء التذاكر وحضور الكلاسيكو". وأضاف: "موضوع إيبولا هو موضوع يزيده التناول الإعلامي تضخيما، الحكومة اتخذت تدابير وإجراءات مناسبة، نثق في المؤسسات الصحية، ونمارس حياتنا بشكل طبيعي كجماهير". الموقف ذاته تبنته ماريا دي لابيغا (26 عاما)، وهي عاشقة لنادي برشلونه، حيث قالت: "انتظر دائما المباريات التي يخوضها برشلونه في مدريد؛ لأنني أعمل في مدريد وأنا من عائلة كاتلانية، لذلك احضر بشكل دائم لأدعم برشلونه". وأضافت: "موضوع إيبولا لا يثير مخاوف، ولو كانت هناك مخاوف لتحدثت الحكومة الإسبانية عن ذلك"، مؤكدة: "لا يجب أن يقيد الخوف عشقنا للرياضة". لكن داني غابيلوندو (32 عاما)، مشجع رياضي من مدريد، تبنى موقفا مغايرا لسابقيه، حيث اعتبر أن المخاوف من انتشار "إيبولا" "مشروعة في هذا الوقت بالتحديد". وقال ل"الأناضول": "شخصيا لا أحب التجمعات الكبيرة بصفة عامة، وفي هذا الوقت بالتحديد، وأفضل متابعة المباريات المهمة من بيتي؛ لأنه يجب أخذ الأخبار المتعلقة بانتشار فيروس مثل إيبولا بكثير من الاهتمام والجدية". وأضاف: "الحقيقة ما نشاهده من تقارير في الإعلام يقلل من ثقتنا في التصريحات الحكومية بشأن إيبولا، أنا غير مطمئن على عائلتي، ولدي مخاوف جدية من الاختلاط بعشرات الآلاف من الناس في وقت نتلقى فيه أخبارا سيئة عن إصابة أشخاص بسبب الاحتكاك مع مصابين". غابيلوندو ليس استثناء في إسبانيا، على ما يبدو، حيث أظهر استطلاع للرأي أن 65 % من الإسبان لديهم مخاوف من الاصابة بالمرض بشكل عام، ولا يثقون في الإجرءات الصحية الحكومية، وفق القناة التلفزيونية السادسة الإسبانية. لكن الأرقام التي جاءت في الاستطلاع لا تعكس بالضرورة حال مشجعي "الليغا" الذين قد يدفع هوسهم بالرياضة مثل هذا الاستطلاع إذا أجرى عليهم إلى منحى مغاير تماما. * وكالة الأناضول