أكدت مرحلة ذهاب الدور ثمن النهائي بدوري الأبطال غياب اثنين من اللاعبين سيطرا على كرة القدم الأوروبية والعالمية منذ وقت طويل، وهما الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والذي أصبح لقب البطولة بعيد المنال بالنسبة لكليهما. فلأول مرة منذ موسم 2004/2005 لا يتواجد أي منهما في الدور ربع النهائي لأهم بطولة قارية. فقد ودع رونالدو وفريقه يوفنتوس البطولة بعد السقوط أمام بورتو البرتغالي وميسي مع برشلونة أمام باريس سان جيرمان. والسؤال الأبرز الذي يدور في أذهان الكثيرين حاليا هو "هل هذه نهاية عهدهما؟". في النسخة الماضية للبطولة ودّع كلا اللاعبين البطولة قبل الدور نصف النهائي، حيث خرج البيانكونيري من ثمن النهائي أمام أوليمبيك ليون والفريق الكتالوني من ربع النهائي أمام بايرن ميونخ بعد الهزيمة المُذلة في لشبونة أمام بايرن ميونخ بنتيجة (2-8)، وهي البطولة التي حققها الفريق البافاري في النهاية. وعلى ملعب (النور) عانى النجم الأرجنتيني من إحباط جديد ولكنه ثقيل للغاية هذه المرة في تلك البطولة الأوروبية، التي حقق لقبها من قبل في أربع مناسبات وكان آخرها في عام 2015 على حساب يوفنتوس، والتي حينها بدأ العصر الذهبي للميرينغي بعدما قاده رونالدو للفوز بأربعة ألقاب لدوري الأبطال خلال 5 مواسم. كان اللاعبان ملوك كرة القدم العالمية وأحكما قبضتيهما على جميع الجوائز سواء الكرة الذهبية أو الأفضل في أوروبا أو الحذاء الذهبي. ولكن بعد هبوط مستوى برشلونة ورحيل رونالدو عن ريال مدريد إلى "السيدة العجوز" فقد كلاهما بريقه ومكانته في تلك البطولة التي طال انتظارهما لتحقيقها. على مستوى البطولات المحلية داخل إسبانيا أو إيطاليا، نجح اللاعبان في السيطرة عليها ما بين بطولات الدوري أو الكأس، ومع ذلك فإن مرارة الإقصاء من ثمن نهائي دوري الأبطال واستمرار إحباطهما لا زال بعيدا عن طموحهما. وفيما يخص سؤال "هل هناك ملوك جدد؟"، فإن كرة القدم الأوروبية والعالمية -مثل الحياة ذاتها- تسير بسرعة فائقة. ففي الموسم الماضي احتكر المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي جميع الجوائز وأصبح مرجعا لناديه بايرن ميونخ، الذي يصعب التفوق عليه. ويعد ليفاندوفسكي -على الرغم من عمره البالغ 32 عاما- واحدا من الذين يتم وصفهم بأنهم خلفاء أو ورثة رونالدو وميسي. وينطبق نفس الأمر على البرازيلي نيمار الذي رحل عن صفوف برشلونة إلى باريس سان جيرمان بحثا عن تحقيق هذا اللقب الغالي، والذي يسعى إلى حصده في حال لم تعرقله الإصابات. في الموسم الماضي قاد نيمار الفريق الباريسي لنهائي البطولة، والتي خسرها أمام البايرن. وفي النسخة الحالية لم يتمكن اللاعب من المشاركة خلال مواجهتي برشلونة بسبب الإصابة، حيث دائما ما كان غيابه قاتلا بالنسبة للفريق. وأبرز لاعبين تتجه إليهما الأنظار في الوقت الحالي ويتم وصفهما على أنهما خليفتا ميسي ورونالدو هما الفرنسي كيليان مبابي (22 عاما) مهاجم البي إس جي والنرويجي إرلينغ هالاند (20 عاما) مهاجم بروسيا دورتموند.