ستتعرّف المنتخبات الأوروبية الاثنين على مشوارها الطويل والمزدحم في تصفيات مونديال قطر 2022 لكرة القدم، عندما تسحب القرعة في مدينة زيوريخ السويسرية مقرّ الاتحاد الدولي. ومن خلال حفل افتراضي بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد الساعة 17:00 بتوقيت غرينيتش، تبدأ رحلة المونديال الجديد لخمسة وخمسين منتخبًا، بعد أن ختمها المنتخب الفرنسي بتتويج ثانٍ في 2018 على الأراضي الروسية مع مهاجمه اليافع آنذاك كيليان مبابي. ولا يزال منتخب فرنسا من الأقوى عالميًا، وقد ضمن أخيرًا تأهله إلى نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية المقرر في أكتوبر. وعن برنامج عام 2021 الغارق في المنافسات، قال مدرب فرنسا ديدييه ديشان الذي حمل اللقب قائدًا في 1998 ومدربًا في 2018 هذا الأسبوع "لا يجب أن نفكّر بأننا أفضل مما كنا، لكن لا زلنا نشعر بقدرتنا على تقديم أمور رائعة". وكانت قطر والاتحاد الدولي (لإيفا) قد احتفلا أخيرًا بمناسبة "عامين قبل انطلاق المونديال" الأول في الشرق الأوسط في 21 نونبر 2022 وختامه في 18 دجنبر، بعد نقله إلى الشتاء بسبب الحر الشديد في صيف الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالغاز. ومن المقرّر أن تنطلق التصفيات بثلاث جولات في مارس المقبل، قبل توقفها إفساحا بالمجال أمام كأس أوروبا التي تأجلت من 2020 إلى صيف 2021 في يونيو ويوليوز. وستكون فرنسا ضمن المستوى الأوّل إلى جانب بلجيكا المصنفة أولى عالميا، البرتغال حاملة لقب كأس أوروبا ودوري الأمم، وكرواتيا وصيفة بطل العالم. ويضم المستوى الأول أيضا منتخبات إنجلترا، إسبانيا، إيطاليا، الدنمارك، ألمانياوهولندا. ويتأهل بطل كل من المجموعات العشر مباشرة إلى النهائيات. أما أصحاب المركز الثاني في المجموعات العشر، فتخوض ملحقًا يضمّ أفضل منتخبين في دور المجموعات ضمن دوري الأمم 2020-2021 لم يحالفهما الحظ بالتأهل عبر التصفيات التقليدية. - 10 زائد 3 - وينتج عن ذلك الملحق المقرّر في مارس 2022 تأهل ثلاثة منتخبات إضافية، بحيث يشارك 13 منتخبًا أوروبيًا في قطر من أصل 32. وفي الملحق، تتوزع المنتخبات ال12 على ثلاثة مسارات مختلفة من مباريات إقصائية مباشرة، بحيث يتأهل إلى المونديال من يفوز في مباراتين تواليًا. وستوضع فرنسا، بلجيكا، إيطاليا وإسبانيا في مجموعات من خمسة منتخبات وليس ستة، بحكم تأهلها إلى نصف نهائي دوري الأمم في إيطاليا في أكتوبر المقبل. لكن تراكم المباريات سيكون السمة البارزة العام المقبل. مثال على ذلك، سيخوض المنتخب الذي يتأهل إلى نهائي كأس أوروبا 17 مباراة رسمية بين مارس ونونبر المقبلين. وعبّر مدرّبون على غرار الألماني يورغن كلوب في ليفربول الإنجليزي عن إحباطهم من إصابات لاعبيهم، بسبب جدول المباريات المزدحم، في مشهد قد يتكرر على الأرجح العام المقبل. وفيما أصبح التأهل إلى كأس أوروبا واردًا للمنتخبات المغمورة، بعد توسيعها إلى 24 منتخبًا، إلا أن بلوغ كاس العالم لا يزال صعبًا وتحتكره المنتخبات القوية، على غرار المتواجدة دومًا في المستوى الأول. فبعد تأهله إلى كأس أوروبا 2020، في سابقة ضمن البطولات الكبرى منذ 1998، سيلاقي منتخب اسكتلندا مثلا صعوبة لتسلق ترتيب مجموعته في التصفيات المونديالية. تصنيفه الدولي في المركز 48، يعني وقوعه في المستوى الثالث وربما في مجموعة تضم أمثال فرنساوسويسرا. وستكون هذه التصفيات مناسبة خاصة لمنتخبي هولنداوإيطاليا لتحقيق ثأر شخصي، بعد غيابهما اللافت عن النسخة الأخيرة. وسيقوم بسحب القرعة لاعبان سابقان من البلدين هما الإيطالي دانييلي دي روسي والهولندي رافايل فان در فارت. ويضم المستوى الثاني منتخبات قوية: السويد، سويسرا، ويلز، بولندا، النمسا، أوكرانيا، صربيا، تركيا، سلوفاكيا ورومانيا. وعمّا إذا كان وقوعه مع ألمانيا سيسعده بعد تعادله معها مرتين أخيرًا، قال البوسني فلاديمير بيتكوفيتش الذي استلم تدريب تدريب سويسرا في 2014 وأوصلها إلى دور ال16 في كأس أوروبا 2016 ومونديال 2018 "بالتأكيد. ألمانيا جارتنا. تربطنا أواصر صداقة وجيرة ممتدة، وتاريخ كروي غني. المباريات أمام ألمانيا مميزة دائمًا، ودائمًا ما تكون الأهم بالنسبة لجمهورنا كذلك. لكن يتوجّب علينا العمل على بعض التفاصيل لإثبات أنفسنا بشكل كامل أمام فرق كهذه". وعن خوض البطولة في الشتاء، أضاف بيتكوفيتش (57 عاما) الذي مدد عقده حتى نهاية 2022 في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي "لم أزر قطر أبداً، وأتطلّع إلى التعرّف على هذه الدولة. هناك فترة قصيرة للتحضير لأن كأس العالم ستجري في فصل الشتاء، ولن يكون اللاعبون متعبين كما هو عليه الأمر عادة قبل كأس العالَم. لياقة اللاعبين القادمين من نخبة الدوريات ستكون أفضل مما هو عليه الأمر عادة في شهر يونيو، وهذا ما سيجعل مستوى اللعب وحدّته أعلى". أما روسيا مضيفة المونديال الأخير عندما بلغت ربع النهائي، فتقع في المستوى الثالث. وبحسب قرارات اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري (ويفا) لا يمكن للمنتخبات التالية أن تتواجه: أرمينيا مع أذربيجان، جبل طارق مع إسبانيا، كوسوفو مع البوسنة والهرسك، كوسوفو مع صربيا، كوسوفو مع روسيا، أوكرانيا مع روسيا. وكانت تصفيات المونديال قد بدأت في قارات أخرى، على غرار أميركا الجنوبية القوية حيث تخوض المنتخبات العشرة مباريات ذهاب واياب في مجموعة موحدة. أقيمت حتى الآن 146 مباراة من أصل 900 في التصفيات التي يتنافس فيها 191 بلدا على 31 مقعدا بالإضافة إلى قطر المضيفة التي تفتتح على ملعب البيت نهائيات جدلية، رافقتها مزاعم فساد حول ملف الاستضافة.