جاء الإعلان عن إصابة النجم البرتغالي الدولي كريستيانو رونالدو، لاعب يوفنتوس الإيطالي، بعدوى فيروس كورونا المستجد قبل أيام، ليعطي مؤشرا لما سيستحوذ على عناوين الصحف مع انطلاق منافسات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لموسم 2020 / 2021 . وبمبجرد الإعلان يوم الثلاثاء الماضي عن إيجابية نتائج الفحص الذي خضع له رونالدو، انطلقت التكهنات والتساؤلات بشأن ما إذا كان سيشارك في المواجهة المرتقبة بين يوفنتوس وبرشلونة الإسباني، الذي يضم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، في الجولة الثانية من مباريات دور المجموعات بدوري الأبطال. وتقام المباراة بين يوفنتوس وبرشلونة يوم 28 أكتوبر الجاري، ومن المنتظر أن تعيد إلى الأذهان المواجهات المثيرة التي جمعت بين رونالدو وميسي في مباريات الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، خلال الفترة التي قضاها رونالدو ضمن صفوف النادي الملكي. وسيكون رونالدو أبرز الغائبين لدى انطلاق منافسات دوري الأبطال، بإقامة الجولة الأولى من مباريات دور المجموعات يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، وذلك بعد شهر من الموعد المعتاد لانطلاقة البطولة الأوروبية، وقد تأخرت البداية في ظل حالة الارتباك التي أثارتها جائحة كورونا. وحالف الحظ فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، وصيف بطل دوري الأبطال، وتعافى نجومه، وبينهم نيمار وكيليان مبابي، من عدوى كورونا قبل فترة، كما هو الحال بالنسبة لبول بوجبا، نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي يستهل مشواره في دوري الأبطال بلقاء سان جيرمان في باريس يوم الثلاثاء المقبل. ويكشف هذا كله حالة من الغموض التي تحيط بجميع الأمور، كما أن تزايد حالات العدوى في أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الماضية يعزز المخاوف. ووضع الاتحاد الأوروبية لكرة القدم (يويفا) معايير صارمة للنظافة والسلامة، كما أخذ في اعتباره احتمالات إلغاء مباريات، معلنا أن يوم 28 يناير هو آخر موعد لختام دور المجموعات حال استحالة اختتامها في الموعد المقرر في الأساس، وهو الثامن والتاسع من دجنبر. وذكر ويفا أنه في حالة عدم استكمال منافسات دور المجموعات، فإن اللجنة التنفيذية "ستقرر المبادئ التي يجرى من خلالها تحديد الأندية المتأهلة إلى دور الستة عشر بدوري الأبطال." ويتطلع "ويفا" إلى إقامة منافسات البطولة حتى ختامها، بإقامة المباراة النهائية المقررة في إسطنبول في 29 ماي. وكان من المفترض أن تحتضن إسطنبول نهائي النسخة الماضية من البطولة، لكن منافسات دوري الأبطال لموسم 2019 / 2020 استكملت، اعتبارا من دور الثمانية، بنظام بطولة مجمعة في مواجهات من جولة واحدة بالعاصمة البرتغالية لشبونة في غشت الماضي، وذلك ضمن جهود الحد من تفشي عدوى كورونا. لكن الأدوار التمهيدية للنسخة الجديدة من دوري الأبطال شهدت عودة نظام الذهاب والإياب من جديد، واتضحت الصورة لدى ويفا بشأن تنقل الفرق في أنحاء أوروبا، وذلك من خلال منافسات دوري أمم أوروبا التي أقيمت خلال الأيام الماضية. وقال رئيس ويفا، ألكسندر شيفرين، في تصريحات لقناة "إيه.آر.دي" التليفزيونية الألمانية قبل أيام: "لدينا معايير صحية قوية للغاية". وأضاف: "أقمنا في ويفا أكثر من 420 مباراة دولية منذ غشت، دون أن تقع حوادث خطيرة." ووصف شيفرين الوضع الحالي بأنه "مروع" و"لا يمكن التنبؤ به"، ليس فقط في كرة القدم، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الرياضة بشكل عام "تمنح الأمل للناس". وشكلت إصابة النجم البرتغالي رونالدو برهانا على عدم إمكانية التنبؤ بالإصابة بعدوى "كوفيد-19 ". وكان رونالدو غادر الفقاعة الصحية لفريق يوفنتوس لينضم إلى المنتخب البرتغالي الذي كان يخضع لإجراءات وقائية مشددة أيضا، لكن الفحوص كشفت بعدها بأيام إصابته بالعدوى، وجاءت نتائج فحوص جميع زملائه سلبية. وكان فيرناندو سانتوس، مدرب المنتخب البرتغالي، أعرب عن حيرة وعدم قدرة على تفسير سبب إصابة رونالدو، وقال: "نحن معزولون تماما." وعاد فريق يوفنتوس ليخضع لفقاعة صحية حاليا، بعد أن كشفت الفحوص إصابة لاعب خط الوسط ويستون ماكيني. وطبقا للقواعد المطبقة حاليا من قبل ويفا، لا يجرى إلغاء مباراة لفريق حال ظهور حالات إصابة بالعدوى إلا بشروط معينة. وتنص القواعد على أنه: "عند توافر 13 لاعبا على الأقل (بينهم حارس مرمى واحد على الأقل) بالفريق الأول، يجب إقامة مباراة الفريق في موعدها المحدد." وتسبب قيود الحجر الصحي والسفر، إقامة المباريات على ملاعب محايدة، كما يمكن أن تواجه فرق قرارات بإعلان خسارتها لعدم حضورها لخوض مباريات. وحدد ويفا مواعيد نهائية كي تبلغه الأندية بقيود السفر في بلدانها، وألزمها بالإبلاغ عن ذلك في ما يتعلق بالجولات الأولى والثانية والثالثة من مباريات دور المجموعات خلال مهلة انتهت بالفعل في الخامس من أكتوبر الجاري، كما يجب الإبلاغ بشأن الجولات الثلاث الأخرى خلال مهلة تنتهي في التاسع من نونبر. ولكن في ظل التطورات السريعة للأوضاع المتعلقة بجائحة كورونا، يمكن أن تفرض الحكومات مزيدا من القيود العاجلة، وفي هذه الحالة يكون على الأندية إبلاغ ويفا "على الفور". كذلك يتوقف الحضور الجماهيري في المباريات على قرارات السلطات المحلية، بعد أن أعلن ويفا أنه من حيث المبدأ، يمكن حضور ما يمثل 30 في المئة من السعة الاستيعابية للمدرجات في كل ملعب، وذلك بعد التجربة الناجحة لعودة المشجعين، التي شهدتها مباراة كأس السوبر الأوروبي في شتنبر الماضي. وقال شيفرين إن هذا يشكل "خطوة أولى معقولة تضع صحة المشجعين على رأس الأولويات وتحترم القوانين في جميع الدول." ولكن بايرن ميونخ الألماني سيستهل مشوار الدفاع عن لقب دوري الأبطال دون حضور جماهيري، وذلك في مباراته الأولى المقررة أمام أتلتيكو مدريد الإسباني، حيث قررت السلطات في ميونخ منع الجماهير من حضور المباريات حتى يوم 25 أكتوبر الجاري، على الأقل. واعتادت الفرق بشكل كبير غياب الجماهير في الفترة الحالية، لكنها تواجه المزيد من المخاوف بسبب ازدحام جدول المباريات في الموسم الذي تأخرت انطلاقة منافساته بسبب أزمة كورونا. وجرى ضغط جدول المباريات في ظل ضرورة ختام منافسات الموسم قبل نهاية ماي المقبل، لإتاحة الفرصة أمام إقامة كأس الأمم الأوروبية التي كانت مقررة هذا العام وتأجلت للعام المقبل، وستقام منافسات البطولة في 12 مدينة أوروبية، اعتبارا من 11 يونيو، وتشكل تحديا آخر أمام يويفا في ظل هذه الظروف. وتجدر الإشارة إلى أن أندية كبيرة ستخوض ثلاث مباريات في الأسبوع الواحد حتى فترة الاحتفال بعيد الميلاد (كريسماس)، كما سينشغل اللاعبون الدوليون مع منتخبات بلادهم في جولة أخرى من المباريات الدولية في نونبر المقبل. وانتقد مدربون، بينهم يورغن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي، إقامة بطولة دوري أمم أوروبا، لكن الأندية من جانبها، عززت صفوفها استعدادا لما قد يصبح أصعب موسم في تاريخ كرة القدم. وقال حسن صالح حميديتش، مدير الكرة بنادي بايرن ميونخ بعد التعاقد مع أربعة لاعبين خلال آخر يومين من سوق الانتقالات: "نعيش أوقاتا عصيبة. وعلى جميع الأندية في أنحاء العالم التعامل مع الوضع على النحو الصحيح".