في الوقت الذي تنبأ له جل المختصين في عالم سباق السيارات بمستقبل واعد نظير المستويات المتميزة والبطولات العالمية التي فاز بها وهو لم يتجاوز ال17 من عمره بعد، دخل المتسابق المغربي الشاب ميشيل بنيحيى خلال السنتين الأخيرتين "دوامة شك"، عقب عجزه عن مواكبة متطلبات رياضة سباق السيارات المكلفة، في ظل "تخلي" الجهاز الوصي وجامعة سباق السيارات عنه أكثر من مرة وفي ظروف غامضة. واستغرب ميشيل بنيحيى ووالده كريم تغاضي وزارة الشباب والرياضة وجامعة سباق السيارات عن توصيات الديوان الملكي التي دعت إلى دعمه في مساره الرياضي، خاصة أنه يعد مستقبل المغرب في هذه الرياضة، وسبق له تلقي تهنئة خاصة من الملك محمد السادس على تمثيله المغرب في المحافل الدولية وفوزه بعدد من السباقات العالمية، تظل أبرزها بطولة أوروبا الشمالية لسباق السيارات "فورمولا رونو" سنة 2017، التي جرت عبر خمس مراحل، بين ألمانيا، هولندا، بلجيكا وإيطاليا. وشكك كريم بنيحيى، والد ميشيل، والذي تكفل بتمويل مسار ابنه في عالم سباق السيارات طيلة ال16 سنة السابقة، بما يناهز 2,5 مليار سنتيم، في نزاهة تعامل وزارة الرياضة والجامعة الوصية مع ملف ميشيل، معتبرا أن "طبخة في الكواليس" حالت دون التوصل بالدعم اللازم خلال الموسمين الماضيين، وأن هناك "لوبي" يعمل جاهدا على إقبار كل المواهب الصاعدة في عالم سباق السيارات لصالح اسم واحد وهو المهدي بناني. واعتبر المتحدث ذاته في تواصل مع "هسبورت" أن المستقبل الرياضي لميشيل صار مهددا بفعل فاعل، مشيرا إلى تورط مجموعة من الأسماء في تعطيل ثم إتلاف ملفات ابنه، لتفادي احتضانه أو صرف الدعم المطلوب، على رأسهم سميرة بناني، عضو اللجنة الوطنية لرياضة المستوى العالي، ووالدة المتسابق المغربي المهدي بناني، إضافة لمسؤولين سابقين وحاليين في وزارة الثقافة والشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لسباق السيارات، مرورا بممثلي مؤسسات الدولة الداعمة للرياضيين البارزين والواعدين. وشدد بنيحيى على أنه لم يعد هناك مجال للتساؤل بعد أن اتضح أن هناك من يحاول طمس توجيهات صادرة من الديوان الملكي، مضيفا "اسمح لي أن أؤكد لك أن هناك من يعمل في الكواليس للإبقاء على اسم المهدي بناني وحيدا في مشهد الرياضات الميكانيكية بالمغرب، بغرض التهام الدعم كاملا، ومحاربة أي موهبة صاعدة وتنافس على المستوى العالي، لأنها بمثابة تهديد لمسارهم المزيف ومشاركاتهم المتتالية في صنف المستقلين الذي يعني الهواة وليس المحترفين". وهدد المتحدث ذاته بالتصعيد في حال استمرار الحال على ما هو عليه، مؤكدا أن بحوزته وثائق وتفاصيل تؤكد مجالسته ممثلي المؤسسة الداعمة أكثر من مرة دون فائدة، وما يثبت "التأخر" المقصود في فتح ملفات ميشيل، إلى حين بداية الموسم. وتابع بنيحيى: "هذه الرياضة تحتاج تكوينا مستمرا ومبالغ مالية كبيرة سنويا من أجل المشاركة في تظاهرات رياضية كبرى. ميشيل حرق مراحل كثيرة في سن صغيرة وفاز بجوائز قيمة، وما يحدث الآن يحد من تطوره ويكبح مساره لبلوغ الفورمولا 1". ويعتبر المتسابق المغربي أوّل رياضي إفريقي يفوز بجائزة من حجم بطولة "Nec" لسباق السيارات والتي عرفت مشاركة أبرز المتسابقين الشباب في عدد من الدول الأوروبية، إضافة إلى كونه أصغر متسابق في العالم يتم انتدابه من أجل دخول عالم السيارات الكهربائية "Formule E". وكان فريق "Venturi" الفرنسي المشارك في بطولات العالم لسباقات "الفورمولا E"، قد أعلن عن تعاقده مع المتسابق المغربي ميشيل بنيحيى، في فترة سابقة من أجل الإسهام في تطوير السيارة الكهربائية للمجموعة، كما تم استدعاؤه من "رونو سبور" في إنجلترا بغرض إجراء اختبارات على سيارات "الفورمولا 1". ولد ميشيل بنيحيى في ميامي بالولايات المتحدةالأمريكية، غير أنه اختار تمثيل المغرب في المسابقات الدولية، حيث نقل إليه والده حب الوطن منذ الصغر، ما جعله يرتدي خوذة الرأس بالعلم المغربي، منذ لمساته الأولى للمقود، إذ يتطلع لتسلق الدرجات بسرعة وبلوغ أكبر المنافسات العالمية في سباق السيارات.