بعدما حسم لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم مع الانهاء المبكر للموسم، يستعد نادي باريس سان جرمان لاستكمال محتمل للموسم قاريا وانطلاق آخر غير واضح المعالم محليا، لكن تركيزه الأساسي سيكون الاحتفاظ بثلاثي الهجوم: البرازيلي نيمار، الفرنسي كيليان مبابي، والأرجنتيني ماورو إيكاردي. في المقابل، يجد نادي العاصمة نفسه أمام احتمال خسارة لاعبين تنتهي عقودهم أواخر يونيو، يتقدمهم هدافه التاريخي الأوروغوياني إدينسون كافاني ذو الدور المتراجع في تشكيلة المدرب الألماني توماس توخل، وقائد الفريق البرازيلي تياغو سيلفا. وأحرز سان جرمان لقب الدوري للموسم الثالث تواليا، بعدما قررت الرابطة في نهاية أبريل وضع حد للمنافسات بسبب تبعات فيروس كورونا المستجد. وعند تعليق الدوري منتصف مارس الماضي، كان الفريق المملوك من شركة قطر للاستثمارات الرياضية، يتصدر الترتيب بفارق 12 نقطة عن مارسيليا مع تبقي 10 مراحل. وبينما حددت رابطة الدوري تاريخ 23 غشت موعدا أوليا لانطلاق الموسم المقبل، يبقى ذلك مرتبطا بتطور ظروف وباء "كوفيد-19". لكن النادي يترقب إعلان الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا) عن موعد لاستئناف مسابقاته القارية، والمتوقع أن يكون خلال الشهر ذاته. وبلغ سان جرمان الدور ربع النهائي للمسابقة على حساب بوروسيا دورتموند الألماني، وذلك للمرة الأولى منذ مشاركته الأخيرة فيه موسم 2015-2016. -لا مفاجآت بشأن نيمار ومبابي؟ - تتجه أنظار تقارير الانتقالات نحو أغلى لاعبين في العالم، أي نيمار ومبابي. فالأول يدور الحديث منذ أشهر عن رغبة متبادلة بينه وبين ناديه السابق برشلونة، بإعادة وصل ما انقطع في صيف 2017. أما مبابي، فيرتبط أيضا بانتقال محتمل إلى إسبانيا، لكن غلى صفوف النادي الملكي ريال مدريد ومدربه الفرنسي زين الدين زيدان. لكن عوامل عدة قد تساهم هذا الصيف في إخماد نيران التكهنات... في منتصف ماي، أكد لاعب وسط سان جرمان الإسباني أندير هيريرا في تصريحات إذاعية أن "مبابي ونيمار سيبقيان في باريس سان جرمان، والوضع الذي نعيشه حاليا سبب أكبر لذلك"، في إشارة الى آثار "كوفيد-19" على كرة القدم لاسيما لجهة التبعات السلبية على إيرادات الأندية. وبعدما كشف انه سمع من نيمار شخصيا "انخراطه" في مشروع النادي، أضاف الإسباني "مشروع سان جرمان معد بشكل يتيح للاعبَين الشعور بالرخاء". وانضم نيمار إلى سان جرمان قبل ثلاثة أعوام في صفقة بقيمة 222 مليون يورو، في حين قدرت قيمة انضمام مبابي بعده بأيام، بنحو 180 مليونا. لكن التبعات المالية لأزمة فيروس كورونا قد تتحول إلى سيف ذي حدين. فعلى رغم أن خزائن الأندية ستعاني من تراجع الإيرادات، ترجح دراسات الشركات المتخصصة أن تفقد القيمة السوقية للاعبين نسبة كبيرة، ما قد يثير حماسة أندية أخرى للاستفادة من الظروف الراهنة ومحاولة التعاقد مع نجوم بكلفة أقل من الظروف العادية. لكن ذلك لا يزال غير مطروح في المدى المنظور على الأقل، بحسب الخبير في الاقتصاد الرياضي فرناندو لارا. وقال لارا لوكالة فرانس برس "أحد في إسبانيا لا يفكر بدفع 100 مليون يورو للتعاقد مع لاعب للموسم المقبل". وألمح مبابي بدوره الى البقاء في سان جرمان، من خلال تغريدة عبر "تويتر" أواخر الشهر الماضي كتب فيها "الجميع يتحدث، لكن أحدا لا يعرف... لقد اشتقت لفريقي". - المكسب الجديد: إيكاردي – في فترة الانتقالات الشتوية هذا الموسم، طوى إيكاردي صفحة أشهر من الخلافات والعلاقة المضطربة مع إنتر ميلان الإيطالي، بانتقال على سبيل الإعارة إلى باريس سان جرمان، مرفق بخيار تعاقد دائم. وتقدر كلفة قيمة التعاقد الدائم مع إيكاردي بنحو 70 مليون يورو. لكن تقارير صحافية فرنسية وإيطالية في نهاية هذا الأسبوع، تشير إلى رغبة سان جرمان في خفض هذا المبلغ، وسط حديث عن عرض النادي الفرنسي مبلغ 55 مليون يورو فقط. وعلى صعيد التعاقدات، تطرح التقارير أسماء العديد من اللاعبين الذين قد يشكلون هدفا للفريق في الموسم المقبل، مثل البرازيلي أليكس تيليس (بورتو البرتغالي)، الفرنسي تيو هرنانديز (ميلان الإيطالي)، والأرجنتيني نيكولاس تاليافيكو (أياكس أمستردام الهولندي). كما يتوقع ترفيع عدد من الناشئين إلى صفوف الفريق الأول. - وداعا كافاني وسيلفا؟ - في مقابل الأسماء الباقية أو الآتية، سيكون الفريق الباريسي أمام صيف قد يشهد وداع لاعبين تنتهي عقودهم بنهاية الشهر المقبل. أبرز هؤلاء هو كافاني (33 عاما) الهداف التاريخي، وقائده قطب الدفاع البرازيلي تياغو سيلفا (35 عاما). وكان كافاني محور العديد من التقارير الصحافية في الأشهر الماضية، والتي تحدثت عن احتمال رحيله حتى في فترة الانتقالات الشتوية، قبل أن يؤكد المدير الرياضي لسان جرمان البرازيلي ليوناردو، أن المهاجم الدولي سيبقى حتى نهاية موسم 2019-2020. أما سيلفا، فأبدى رغبة في الاستمرار بقوله في ماي لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية "بالنسبة إلينا، سيكون من الرائع الاستمرار في باريس سان جرمان (...) هنا نشأ أطفالنا، ونرغب في مواصلة مسيرتنا في باريس". وفي حين يرجح أن يعمد النادي إلى تمديد هذه العقود على الأقل إلى حين نهاية منافسات الموسم على الصعيد القاري، سيكون بعد ذلك أمام معضلة المفاضلة بين رغبته في خفض كلفة الرواتب التي يدفعها للاعبين، وتاليا ترك أسماء كبيرة ترحل، والصعوبة التي سيواجهها على الصعيد المالي في سوق الانتقالات هذا الصيف، من أجل ضم لاعبين من طينة كافاني وتياغو سيلفا. وإضافة إلى الأوروغوياني والبرازيلي، ينتهي هذا الموسم عقد البلجيكي توما مونييه ولايفان كورزاوا.