حرز فرانشيسكو كابوتو قبل شهر هدفين وأظهر علامة مبشرة، حينما تغلب فريقه ساسولو 3 / صفر على ضيفه بريشيا في المباراة الأخيرة ببطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم قبل توقفها بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19). وكشف كابوتو عن ورقة عرضها أمام كاميرات التلفاز وسط المدرجات الشاغرة بملعب (مابي)، الذي استضاف اللقاء، مكتوبا عليها "كل شيء سيكون على ما يرام، الزم منزلك". لكن بعد مرور شهر على تلك الواقعة، فإن حصيلة إيطاليا من الوفيات نتيجة الفيروس اللعين وصلت أمس الخميس إلى ما يقرب من 18 ألف حالة وفاة، أكثر من أي دولة أخرى. ورغم هذه الأرقام، وبعد وفاة 525 حالة مصابة بالفيروس اليوم، فإن آمال كابوتو لم تكن بعيدة كل البعد عن الواقع. وبعد إغلاق على مدار شهر، يتفق الخبراء على أنه كان من الممكن أن يتضاعف عدد الضحايا في ظل عدم اتخاذ العديد من التدابير، كما صرح فرانكو لوكاتيلي رئيس المجلس الأعلى للصحة يوم السبت الماضي. وعلى الرغم من الإبقاء على الوفيات والإصابات المبلغ عنها عند مستوى أقل، فإنه من المقرر أن تمدد السلطات فترة الإغلاق خلال شهر أبريل الحالي، محذرة من أن تجاهلها يمكن أن يؤدي مجددا إلى تفشي الوباء. ودفع احتمال إقامة المباريات بدون جماهير والتعقيدات في اجراء التدريبات جراء القيود الصحية، اتحادات الرجبي والسلة والطائرة إلى الغاء مواسمهم بدون تحديد الفائزين بالقاب. ولكن دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، الذي أثبتت نتائج الاختبارات إصابة 16 من لاعبيه بفيروس كورونا، لايزال يناقش مستقبله، حيث الأمور المالية أكثر أهمية بكثير من الألعاب الرياضية الجماعية الأخرى. ويتم بالفعل ترتيب ضوابط طبية صارمة قبل الاستئناف المحتمل للنشاط الرياضي من جانب الاتحاد الإيطالي للأطباء الرياضيين. وبعد كل شيء، فإن شبح الخسائر المالية التي تبلغ مجموعها حوالي 700 مليون يورو (760 مليون دولار) في حالة إلغاء المراحل ال12 المتبقية من عمر الدوري الإيطالي، تدفع العديد من الأندية للشعور بالذعر. ولكن يوفنتوس، حامل لقب المسابقة في المواسم الثمانية الأخيرة، ويتصدر البطولة حاليا بفارق نقطة أمام أقرب ملاحقيه لاتسيو، استعرض عضلاته أول أمس الأربعاء، على حد تعبير جون إلكان، الذي يرأس شركة (إكسور) المسيطرة على النادي، وهو ابن عم أندريا أنييلي رئيس النادي. وقال إلكان في رسالة إلى أصحاب المصلحة في إكسور: "يوفنتوس يدخل المرحلة التالية من تطويره بمكانة قوية على الساحة الأوروبية". واتفق اليوفي بالفعل مع لاعبي كرة القدم على تعليق الأجور بدءا من مارس الماضي حتى يونيو القادم، مما يوفر حوالي 90 مليون يورو في السنة المالية الحالية، مع إجراء تخفيضات سيتم التفاوض عليها في حالة استئناف النشاط. واتفقت رابطة دوري الدرجة الأولى الإيطالي يوم الاثنين الماضي على أن تسير الأندية ال19 الأخرى على نهج يوفنتوس، لكن الخطة أثارت غضب لاعبي كرة القدم والمدربين ويبدو أنه من المقرر أن تحل محلها مفاوضات فردية أو بواسطة النادي. ورغم ذلك، أظهر الجدل بشأن إلغاء أو استئناف المنافسات انقساما تقليديا بين أندية الدوري. ورغم أن الأنشطة الرياضية لاتزال محظورة في جميع أنحاء البلاد، أعلن كلاوديو لوتيتو رئيس نادي لاتسيو هذا الأسبوع أن مكان معسكر الفريق في بلدة فورميلو تم تطهيره بالكامل وأصبح جاهزًا لحصص التدريب. قال لوتيتو ، الذي اقترح أيضًا إجراء اختبارات الأجسام المضادة للاعبين: "أريد أن أشدد على أن صحة المواطنين والموظفين لا يجب تجاهلها أبدًا". وأوضح رئيس لاتسيو "إذا أوقفت (لاعبا لكرة قدم) لمدة شهرين فإنك تتسبب في حدوث ركود رياضي وضرر بدني أيضا". ويشعر البعض أن لوتيتو يحاول تحقيق أقصى استفادة من المركز الثاني الذي يحتله فريقه حاليا بجدول المسابقة، وهو الانطباع الذي عبر عنه ماسيمو سيلينو رئيس بريشيا، الذي أبدى معارضته الشديدة لاستئناف البطولة. وتعد مدينة بريشيا، الواقعة غرب ميلانو وبرجامو، أحدة أكثر المناطق الإيطالية تضررا من تفشي الفيروس، وهو ما ألقى بظلاله القاتمة على جماهير الفريق واللاعبين. وتردد أن سيلينو تبادل وجهات النظر مع لوتيتو، الذي يعتقد أن فريق بريشيا (المتعثر) يعلق آماله في البقاء بالمسابقة على إلغاء البطولة، خاصة في ظل نتائجه الباهتة هذا الموسم، وتذيله جدول الترتيب حاليا، عقب خسارته صفر / 3 أمام ساسولو.