حذر مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، محمد اليوبي، من التعامل بشكل غير دقيق مع الأرقام اليومية الصادرة عن وزارة الصحة بخصوص عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في المغرب، وذلك بعدما سجل بعض الملاحظين تراجعاً في وتيرة الإصابات خلال الأيام الماضية. وكان عدد من المغاربة تناقلوا على مواقع التواصل الاجتماعي ما اعتبروه أخبارا مفرحة، مسجلين تراجعا في عدد الحالات الجديدة المؤكدة إصابتها ب"كوفيد-19" خلال الأيام الأربعة الأخيرة؛ من 104 حالات يوم الأحد الماضي إلى 40 حالة أمس الأربعاء. في مقابل ذلك، دعا اليوبي، في التصريح الصحافي اليومي، اليوم الخميس، إلى ضرورة التعامل بحذر مع الأرقام التي تكشف عدد الإصابات من يوم إلى آخر، مؤكدا أن تتبع الوضع الوبائي يجب أن يتم على المنحى العام خلال أيام متتالية. ونبه مدير الأوبئة، في توضيحه، إلى أن الأرقام المتعلقة بإصابات "كوفيد-19" في المغرب يجب أن "تخضع للتحيين والتحليل بدقة أكثر بعد صدور معطيات جديدة في غضون الأيام الثلاثة القادمة لتتضح الرؤية أكثر". ووفق المصدر الرسمي ذاته، فإن الأيام الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد طبيعة الوضعية الوبائية في المغرب، "أخذا بعين الاعتبار جميع المعطيات المتعلقة بالإجراءات المتخذة، بما فيها إجراءات العزل الطبي أو التدابير المتعلقة بالمخالطين". وكان مدير الأوبئة بوزارة الصحة قد أكد، في تصريحات صحافية أمس الأربعاء، أنه من "السابق لأوانه تقديم توقعات حول وضعية الوباء برسم القادم من الأيام؛ إذ ترتبط بإسقاطات قائمة، عادة، على افتراضات لا تعد دقيقة في أغلب الحالات. لذلك، فإن أي نموذج نستخدمه ينبني على شكوك ويقدم تطورا مع هامش للثقة. وهذا يعني أنه يمكن التنبؤ بعدد من الحالات التي تتأرجح بين حد أدنى وآخر أعلى". "النموذج المتبع حاليا يظهر أنه سيكون هناك تطور في عدد الحالات، لكن مع منحنى سيكون أكثر تسطيحا بقليل، بالنظر لأثر الإجراءات التي اتخذتها المملكة منذ 16 مارس الماضي، خاصة ما يتعلق بإغلاق المدارس ومنع التجمعات الكبرى، قبل إرساء إجراءات الحجر الصحي الكلي"، يورد المصدر ذاته. وخلص اليوبي إلى أن "التطور الذي سيطرأ خلال الأيام الأربعة أو الخمسة المقبلة سيمنحنا دقة أكبر مقارنة مع الإسقاطات التي نضعها بخصوص تطور الوباء بالمغرب".