وصل بطل مغربي سابق في التايكوندو رفقة 27 مهاجرا غير شرعي على متن قارب إلى جزيرة لانزاروت الإسبانية، وسجل خلال الرحلة مقطع "فيديو" وهو يلقي إحدى ميداليته في البحر. ويظهر أنور بوخرصة الفائز بكأس العرش في التايكوندو في وزن أقل من 63 كلغ، في "الفيديو"، الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وهو يلقي الميدالية في المياه. وأكد ابن مدينة أسفي أنور بوخرصة في اتصال هاتفي مع "هسبورت" على أن "الفيديو" الذي انتشر له وهو على متن القارب في عرض البحر، كان عفويا: "لم أكن أخطط لتصوير الفيديو أبدا، لقد جاء عفويا، إذ كان أحد الشبان المرافقين لنا يقوم بالتصوير، فإذا بي أتذكر كل ما حدث لي بالمغرب، الشيئ الذي دفعني إلى رمي الميدالية التي لم تعطيني أي شيء." وروى أنور لهسبورت تفاصيل رحلة الموت التي انطلقت من أسفي باتجاه لاس بالماص، مرورا بجزيرة لانزاروت الإسبانية، ودامت أربع أيام، كادت خلالها أمواج البحر أن تلتهمهم رفقة أحلامهم بالهجرة. وأكد أنور الخرصة (بطل المغرب في رياضة التيكواندو) على أن الوضعية التي أصبح يعيشها منذ 2017، وبعد أن أقفلت في وجهه جميع الأبواب، ولم يستفد من رياضته المفضلة التي مارسها منذ صغره وسط عائلة رياضة جعلته يقرر الهجرة خارج لمغرب طمعا في مستقبل أفضل. وقال أنور:" حاولت عدة مرات الهجرة خارج المغرب، سافرت إلى طنجة ومكت فيها عشرين يوما لكن دون جدوى، إلى أن جاءت الفرصة مؤخرا بعد أن قررت أنا و27 شابا من أسفي أن نخوض هذه التجربة من شواطئها." وأضاف الخرصة: "انطلقنا من أحد شواطئ أسفي، في رحلة دامت أربعة أيام، عشنا فيها الرعب، وكدنا نموت أكثر من مرة بعد أن حاصرتنا الأمواج، ونفد الماء الذي كان بحوزتنا." وأضاف:" عندما وصلنا إلى جزيرة لانزاروت الإسبانية لم نقدر على الحراك بسبب التكدس طيلة أربع أيام، كان معنا في القارب أحد الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، الشيء الذي فرض علينا أنا و4 أشخاص آخرين المكوث معه حتى نوصله إلى بر الأمان، والاتصال بالشرطة ليهتموا به، ما جعلنا نعتقل لمدة يومين نحن أيضا قبل أن يتم الإفراج عنا." وتابع بوخرصة: "أنا الآن أوجد في لاس بالماس، وسأحاول السفر خلال الأيام المقبلة إلى مدينة برشلونة، من أجل الاستقرار بها ومحاولة البحث عن فرصة أفضل." وأكد أنور بوخرصة على أن علاقته برياضته المفضلة لن تنتهي، إذ يخطط لاستكمال مساره الذي كان يتمنى إكماله بالمغرب هناك، والعمل على تكوين أبطال في التايكواندو عبر نقل تجربه لهم." وانضم أنور بوخرصة إلى لائحة طويلة من الرياضيين المغاربة الذين اختاروا الهجرة الغير الشرعية، هربا من الأوضاع المعيشية التي يعانون منها، إذ أقدم اللاعب السابق لجمعية سلا، هشام كلوش، على التوجه صوب الأراضي الإسبانية، خلال الأيام الماضية، كما سبق لعميد أمل أولمبيك اسفي أن اختار نفس المصير. وفي غشت 2018، استغلت لاعبة كرة القدم المغربية مريم بوحميد بطولة دولية نظمت في إسبانيا واختفت ولم تعد إلى بلدها. وفي يونيو من نفس العام، شاركت لاعبتا جودو مغربيتين في دورة ألعاب البحر المتوسط، وقررتا البقاء بشكل غير قانوني في إسبانيا.