حقق الكيني إيليود كيبتشوغ انجازا تاريخيا في ألعاب القوى وأثبت أن القدرات البشرية لا حدود لها بعد أن أصبح أول شخص يكمل سباق ماراثون في أقل من ساعتين أمس السبت رغم أن هذا الانجاز لم يحظ باعتراف الاتحاد الدولي لألعاب القوى. وبعد توجيهه بأشعة ليزر خضراء على الطريق وبمساعدة 41 من العدائين العالميين الذين شاركوا بالتناوب، أكمل البطل الأولمبي وصاحب الرقم القياسي العالمي في الماراثون مسار السباق خلال ساعة واحدة و59.40 دقيقة وسط أجواء ضبابية في العاصمة النمساوية. وسجل كيبتشوغ متوسط 2.50 دقيقة في كل كيلومتر ووصل إلى خط المنتصف بعد 59.35 دقيقة. وقال كيبتشوغ، الذي قارن المهمة قبل انطلاق السباق بالصعود إلى سطح القمر، إنه حقق أكبر انجاز رياضي منذ كسر روجر بانيستر حاجز أربع دقائق في سباق الميل عام 1954. وأضاف ”اليوم صعدت للقمر ثم عدت للأرض. أنا عاجز عن إيجاد الكلمات المناسبة وسط كل هذا الدعم الذي حصلت عليه من مختلف أنحاء العالم“. لكن الاتحاد الدولي لألعاب القوى لم يعترف بالرقم بشكل رسمي لأنه تحقق في مسابقة مفتوحة كما حدث تناوب في مشاركة بقية العدائين. وابتعد المتسابقون في آخر كيلومتر وزاد كيبتشوغ من سرعته وسط تشجيع حماسي من الجماهير. وبالكاد كان يتصبب العداء البالغ عمره 34 عاما عرقا وبدا أنه في تدريب صباحي. وقال قبل أن يلتف حوله بقية أعضاء فريقه ”منذ أول كيلومتر شعرت بطمأنينة. ”تدربت لأجل ذلك في آخر أربعة أشهر ونصف وكنت أحاول تهيئة قلبي وعقلي لكسر حاجز الساعتين ودخول التاريخ. ”بعد انجاز روجر بانيستر تطلب الأمر 65 عاما لدخول التاريخ. كسرت حاجز الساعتين لألهم الناس ولأظهر للعالم أنه لا توجد حدود لأي شخص. ”هذا يعني الكثير لكينيا“. وعمت الاحتفالات في كينيا بعد أن خرج الآلاف للاحتفال في الشوارع بمسقط رأسه وتوقفت حركة السير في نيروبي مع تجمع المشاهدين أمام شاشات التلفزيون لتشجيع البطل الوطني. ونظمت شركة إنيوس البريطانية للكيماويات السباق تحت شعار تحدي 1.59 وكانت هذه ثاني محاولة للعداء الكيني لكسر حاجز الساعتين بعد أن أهدر الفرصة الأولى بفارق 26 ثانية في مونزا قبل عامين. وقال كيبتشوغ ”كنت ثابتا وحاولت التحكم في سرعتي بدون هرولة جنونية أو بطء مع اتباع الإرشادات“. وقال باتريك سانج مدرب كيبتشوغ ”ألهمنا جميعا لكي يكون بوسعنا أن نصل إلى أقصى حدود طموحنا خلال حياتنا. صنع التاريخ. ”كل شيء سار بشكل مثالي. بالنسبة للرياضة، فإن هذا يمثل تحديا لبقية الرياضيين الشبان. بالنسبة للطبيعة الانسانية، فإن الرسالة أنه مهما كان المستوى الذي وصلت إليه فإن بوسعك الانتقال لمستويات أخرى“. وقال جيم راتكليف مالك فريق إنيوس ”الكيلومتر الأخير الذي زاد فيه من سرعته وانطلق خلاله منفردا مثل حدثا جبارا. لا أصدق أنه فعل ذلك“.