كشف ناديا إنتر وميلان الإيطاليان رسميا الخميس عن تصورهما لملعب جديد بدلاً من ملعب سان سيرو الذي يتشاركانه حاليا، وسط تباين الآراء في المدينة بين المضي في بناء جديد، أو تجديد الملعب التاريخي. وقدم الناديان مشروعين بنمط حديث، أحدهما عبارة عن ملعب بيضاوي الشكل مع حلقات متشابكة، أو "كاتدرائية" هندسته مستوحاة من "دومو ميلان"، الكاتدرائية الشهيرة في مدينة الموضة والأناقة الإيطالية. ويريد الفريقان اللذان يتشاركان الملعب الشهير في غرب المدينة (يعرف باسم سان سيرو أو جوزيبي مياتزا) الذي دشن للمرة الأولى في العام 1926، هدمه وبناء آخر يتسع ل 60 ألف متفرج بجواره، ما يمهد الطريق لإنشاء منطقة "مخصصة للرياضة" والترفيه والتسوق. وقال الرئيس التنفيذي لنادي ميلان إيفان غازيديس في حفل كشف التصميم "كرة القدم الايطالية بحاجة لمواجهة حقيقة أنها على مدار العشرين عاما الماضية تتراجع ولا تتقدم". أضاف "نحن نتحدث عن فخر وتراث سان سيرو وصدقوني، إنه رمز بالنسبة لي"، لكن "في جميع أنحاء العالم وفي أفضل البطولات، الأندية تبنى على أسس صلبة والأفضل هو ملعب من الطراز العالمي". العملاقان الأوروبيان الفائزان بدوري أبطال أوروبا سابقا (سبع مرات لميلان وثلاث لإنتر، آخر فريق إيطالي رفع كأس المسابقة عام 2010)، لم ينجحا بالفوز باللقب المحلي منذ فاز به ال "روسونيري" عام 2011. وتنقسم الآراء في المدينة حول المشروع، اذ يصر عمدتها جوزيبي سالا على رغبته في تجديد الملعب الحالي ليتسنى للمدينة الاحتفال بعيده المئوي عام 2026 باستضافة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. وعلى رغم ذلك، تقدم ناديا المدينة بمشروعين، الأول باسم "الكاتدرائية" من قبل مجموعة العمارة الأميركية "بوبولوس"، والثاني "حلقات ميلان" من قبل الشركة الإيطالية - الأميركية "مانيكا سي ام ار سبورتيوم". وقال المهندس المعماري ديفيد مانيكا إن مشروع شركته يرمز إلى توحد ناديين متنافسين منذ عقود طويلة، في مشروع الملعب الجديد. ويتضمن مشروع مانيكا حدائق محيطة بالملعب، مع الحفاظ على أرضية سان سيرو القديم وتحويلها الى جزء من ساحة كبيرة للمهرجانات. ويستمد مشروع "الكاتدرائية" شكل واجهته الزجاجية الضخمة من اثنين من أكثر المباني شهرة في ميلانو، وهما كاتدرائية الدومو، وغاليريا فيتوريو إيمانويل، وستحيط به أيضا مساحات خضراء. وقال كريستوفر لي إن شركته "بوبولوس" صممت أكثر من ألف ملعب في جميع أنحاء العالم، ومنها في إنكلترا ملعب لندن الأولمبي، وستاد الامارات لنادي أرسنال، وملعب توتنهام هوتسبر الجديد. وأوضح "لقد رأينا قوة الملاعب في تجديد منطقة مثل لندن"، وتابع "سيكون المتفرجون على بعد 10 أمتار فقط من أرضية الملعب". ويتميز المشروعان بأنهما صديقان للبيئة، ويتمتعان بخاصية تغيير الألوان: الأزرق لمباريات إنتر، والأحمر لميلان. لكن ارتفاع كل ملعب بحسب التصميميم لن يتجاوز 30 مترا، أي أقل من نصف ارتفاع سان سيرو (68 مترا). وسيتم تقديم المشروعين إلى البلدية التي ستقدم ردها بحلول 10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل. ويقدّر الناديان أن التجديد سيكلف حوالى 510 ملايين يورو، مقابل 650 مليون يورو لإنشاء ملعب جديد. ورأى المدير التنفيذي لميلان باولو سكاروني أن "سان سيرو لم يعد مناسبا لناديين كبيرين يرغبان في لعب دور على المستوى العالمي. نحن نحب سان سيرو كثيرا ولكن حان الوقت للتغيير". وتابع "علينا أن نبني شيئا جديدا ومعلما يمكن استخدامه 365 يوما في السنة وليس فقط في خلال أيام المباريات". وقال أليساندرو أنتونيلو، الرئيس التنفيذي لنادي إنتر، إن "المشروع يمكنه أن يصبح محركا لاقتصاد ميلانو والبلاد".