خرج المئات من أنصار المعارضة في تونس في مظاهرة اليوم الأحد 5 مارس 2023، رغم رفض السلطات إصدار ترخيص لهم للاحتجاج ضد الرئيس بعد اعتقال عدد من قادتهم، وتمكنوا من اجتياز حاجز للشرطة في وسط تونس العاصمة للتظاهر في الشارع الرئيسي بالمدينة. وقبل أن يخترق المتظاهرون الحاجز حذرتهم الشرطة عبر مكبرات الصوت من أن مظاهرتهم غير قانونية، لكنها أضافت أنها لن تمنعهم بالقوة. وشق ما يصل إلى ألف محتج بعد ذلك طريقهم عبر الطوق الأمني للوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة الذي يشهد معظم المظاهرات. وتضم جبهة الخلاص الوطني كلا من حزب النهضة الإسلامي أكبر حزب في تونس وحركة مواطنون ضد الانقلاب وبعض الأحزاب السياسية الأخرى، وتطالب بتنحي الرئيس قيس سعيد. وتترقب الأنظار احتجاج يوم الأحد لمعرفة إلى أي مدى يمكن لجبهة الخلاص الوطني وأحزابها حشد الأنصار على الأرض بعد الاعتقالات، ومدى استعداد الشرطة لاستخدام القوة في مواجهتهم. وشهدت الأسابيع الماضية اعتقال العديد من قادة الجبهة في إطار حملة أمنية تستهدف المنتقدين البارزين لسعيد، وتم اتهامهم بالتآمر ضد أمن الدولة. وهذا الأسبوع رفض والي العاصمة تونس الترخيص بتنظيم احتجاج يوم الأحد. وتتهم الجبهة سعيد بأنه نفذ انقلابا عندما سيطر فجأة على سلطات وصلاحيات واسعة في 2021 وقام بحل البرلمان المنتخب والتحول للحكم عبر إصدار المراسيم ثم وضع دستورا جديدا جرى تمريره في استفتاء لم يحظ إلا بمشاركة محدودة العام الماضي. ويقول سعيد إن تحركاته قانونية وضرورية لإنقاذ تونس من الفوضى ويصف من يعادونه بالمجرمين والخونة والإرهابيين ويطالب السلطات باتخاذ إجراءات بحقهم. واستهدفت الاعتقالات التي شهدتها الآونة الأخيرة أيضا، مدير إذاعة موزاييك إف.إم الوسيلة الإعلامية المستقلة الأبرز في البلاد وقاضيين وقياديا نقابيا مسؤولا في نقابة عمالية ورجل أعمال بارزا، مما عكس أن الشرطة على استعداد لاستهداف منتقدي سعيد من شتى أطياف المشهد السياسي.