وسعت قوات الشرطة في تونس حملة التوقيفات لتطال، اليوم السبت، المحاميين والسياسيين المعارضين رضا بالحاج وغازي الشواشي، فيما أودعت عددا من الموقوفين الآخرين السجن. وقال بالحاج، المحامي والقيادي بجبهة الخلاص الوطني المعارضة للرئيس قيس سعيد، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنه أوقف فجر اليوم، دون ذكر المزيد من التفاصيل. وذكرت عائلة غازي الشواشي، الأمين العام لحزب "التيار الديمقراطي" المعارض، أن قوات من الشرطة أوقفته بعد أن قامت بتفتيش المنزل. ووسعت الأجهزة الأمنية في تونس من حملة التوقيفات التي طالت عددا كبيرا من السياسيين المعارضين والنقابيين والنشطاء، ضمنهم مدير إذاعة "موزاييك اف ام" الخاصة، وأودعت عددا منهم السجن. وقالت المحامية إيناس حراث، اليوم السبت، إن قاضي التحقيق أصدر بطاقات إيداع بالسجن ضد السياسي عبد الحميد الجلاصي، والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، ورجل الأعمال كمال اللطيف. والجلاصي سياسي مخضرم من بين القيادات التي قضت أغلب نشاطها السياسي مع حزب حركة النهضة الإسلامية، أبرز الأحزاب المعارضة للرئيس قيس سعيد، قبل إعلان استقالته في 2020، فيما يعد عصام الشابي أبرز المنتقدين لسياسات الرئيس سعيد. ويعرف رجل الأعمال كمال اللطيف بقربه من دوائر الحكم منذ حقبة الرئيس الراحل زين العابدين بن علي قبل ثورة 2011. وأمس، أفاد السياسي عز الدين الحزقي، أحد مؤسسي جبهة الخلاص الوطني، وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" بتوقيف ابنه المعارض البارز أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك. وتجري التحقيقات مع الموقوفين في تهم تتعلق في أغلبها بالتآمر على أمن الدولة وبفساد مالي، لكن المعارضة قالت إنها تهم ملفقة تقوم على ملفات خاوية. ويقول الرئيس قيس سعيد إنه يعمل على تصحيح مسار الثورة ومكافحة الفساد و"تفعيل المحاسبة التي يطالب بها الشعب"، فيما تتهمه المعارضة بتوظيفه أجهزة الدولة لتصفية خصومه وتعزيز سلطاته في الحكم وتقويض أسس الديمقراطية. وتطالب جبهة الخلاص الوطني، أكبر أطياف المعارضة، بتنحي الرئيس سعيد عن الحكم والدفع بحكومة إنقاذ لتقود مرحلة انتقالية تمهيدا لمراجعات دستورية وإصلاحات أخرى.