سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكادير وسط الحملة.. الشدان على الجهد وإنزالات أمنية كبيرة بقيادة دخيسي شطبات المدينة من كاع المظاهر السلبية وخلاتها ترجع انتعاشتها السياحية وسط ترحيب السوسيين
قاربت الحملة الأمنية الضخمة التي يقودها بأكادير والي الأمن محمد الدخيسي، مدير مديرية الشرطة القضائية بالمصالح المركزية للإدارة العامة للأمن الوطني ومدير مكتب الإنتربول بالمغرب، بتكليف من المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، دخول شهرها الأول، محققة حصيلة قياسية، وذلك بعدما امتدت نتائجها الاستثنائية إلى ما هو أكثر من رفع معدلات زجر الجريمة، بأثر إيجابي انعكس بوضوح على مختلف مظاهر الحياة بالمدينة، وبالأخص على الحركة السياحية بها التي تشهد انتعاشة كبيرة هذه الأيام. وسجلت الحملة، خلال هذه الفترة المنقضية، إلقاء القبض على مجموعة من المشتبه فيهم بالتورط في ارتكاب جرائم مختلفة، كما قادت العمليات الأمنية المنجزة، والتي يتابع تفاصيلها عبد اللطيف حموشي، عن الإطاحة بعدد من المبحوث عنهم في عدة قضايا، إثر اقتحام "قلاع الجريمة"، في مجموعة من المناطق الواقعة في محيط المدينة، ومنها تلك التي توجد في النفوذ الترابي للدرك الملكي. ومن ضمن المناطق التي شملتها التدخلات، وفق المعطيات التي توفرت ل"كود"، إنزكان، وتيكوين، ومركز آيت وعميرة، ولقليعة، ودراركة. وقد جندت في هذه العمليات عناصر من فرق مختلفة، والتي سخرتها المديرية العامة للأمن الوطني، إلى جانب تجهيزات لوجيستيكية أخرى، بهدف تحقيق الحملة الأهداف المحددة لها. ويعتمد رجال حموشي خطة متكاملة ومحكمة بشقين وقائي وزجري لإنجاح هذه المهمة الموكلة إليهم، وهي تعتمد بالأساس، وفق مصادر "كود"، على تكثيف التواجد الأمني في مختلف المناطق بالمدينة بدون استثناء، وبالأخص في النقاط السوداء، مع نصب سدود قضائية بتجهيزات متطورة ونقاط تفتيش في مواقع مختلفة، بما في ذلك المنافذ المؤدية إلى أكادير. كما ترتكز أيضا، على تنفيذ إنزالات صباحية في ملاحقة الأشخاص الذين يشكلون موضوع مذكرات بحث، والتفاعل بسرعة مع الشكايات المقدمة، وكذا تحسين ظروف استقبال المرتفقين لقضاء أغراضهم، وتطهير المدينة من مختلف المظاهر السلبية. وأكثر ما يثير الإعجاب في هذه الخطة، حسب ما أكده فاعل جمعوي، هو جمالية المنهجية التي تنبني عليها، إذ أنها تزاوج بين الدقة في السهر على تأمين سلامة قاطني وزوار المدينة وممتلكاتهم مع الحرص على عدم التضييق على حريتهم في عيش حياتهم في مظاهرها العادية المعتادة، وهو ما يتحقق عبر توظيف سائل وتجهيزات متطورة في عمليات المراقبة. وتلاقي الحملة استحسانا وترحيبا كبيرين من طرف المواطن السوسي، والذي لا تخطأ العين علامات الرضا الظاهرة على محاياه هذه الأيام على ما تخلفه هذه التعبئة الأمنية من أثر، في ظل انسيابية حركة المرور وارتفاع منسوب الثقة والشعور بالأمن لديه. وأبدى عدد من ساكنة المدينة، في شهادات ل"كود"، تفاؤلهم بما سيكون لهذه العمليات من انعكاسات على المديين القريب والبعيد، خصوصا في ظل ما سبق وحققته الحملة الأولى من نتائج، والتي بدورها قادها ميدانيا مدير الشرطة القضائية. ويأمل عدد من المهتمين بالشأن المحلي والمتتبعين للوضع الأمني بالمدينة أن تستمر مثل هكذا عمليات أمنية، لما تعود به من إيجابيات متعددة على مظاهر الحياة العامة بسوس، التي حظيت باهتمام خاص ضمن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال44 للمسيرة الخضراء، والذي أكد فيه الملك محمد السادس أن الجهة يجب أن تكون مركزا اقتصاديا، يربط شمال المغرب بجنوبه. ومنذ توليه مهمة إدارة مديرية الشرطة القضائية بالإدارة العامة للأمن الوطني، أشرف والي الأمن محمد الدخيسي على عمليات أمنية في عدد من المدن لمكافحة الجريمة، وكان عدد منها في أوج تفجر جائحة "كوفيد-19". ووفق ما أكدته مصادر موثوقة، ل"كود"، فإن هذه الحملات لا تنظم بشكل عشوائي، بل بناء على دراسات تنجزها المديرية العامة للأمن الوطني حول الوضعية الأمنية في مختلف مناطق المملكة، وما تخرج به من خلاصات في قراءاتها للأرقام الإحصائية المسجلة حول معدلات الجريمة. يذكر أن الحملة المستمرة في أكادير ينتظر أن تسهم بشكل مهم في رفع، خلال السنة الجارية، حصيلة معدلات زجر الظاهرة الإجرامية، التي اعتمدت المديرية العامة للأمن الوطنية خطة عمل جديدة في مواجهتها تمتد إلى 2026. وترتكز على تعزيز إدماج التكنولوجيات الحديثة ضمن الأبحاث الجنائية وضمن العمليات الأمنية على العموم؛ من قبيل تعزيز دور مختبرات الشرطة العلمية والتقنية ومختبرات تحليل الآثار الرقمية، واعتماد آليات الرصد واليقظة المعلوماتية في تتبع تطور الجريمة، فضلا عن اعتماد الرقمنة الشاملة وآليات الحكامة المعلوماتية الموحدة ضمن مساطر وآليات العمل الداخلية لمصالح الأمن الوطني مركزيا وجهويا