أعلنت سلطات كرة القدم الفرنسية أنها ستقوم بمعاينة خاصة لظروف العمال المهاجرين في قطر قبل نهائيات كأس العالم المقررة الشهر المقبل، وذلك بعد الكشف عن وقائع جديدة ظهرت في فيلم وثائقي تلفزيوني. وبثّت مجموعة "فرانس تيليفيزيون" الخميس برنامجًا يُظهر غرف النوم والمراحيض المتسخة للعمال المهاجرين في العاصمة القطريةالدوحة. وقالت القناة الوطنية إنه تم تصوير المشاهد سرًا "قبل فصل الصيف" في إطار تحقيق في الجدل القائم حول أول نهائيات لكأس العالم في الشرق الأوسط. لطالما جادلت قطر بأن الهجوم على سجلها في مجال حقوق العمال غير مبرر، وبدلاً من ذلك سلطت الضوء على الإصلاحات التي نفذتها على مدار العقد الماضي. كما يُظهر الوثائقي مكان إقامة موظفي شركة أمن خاصة، والتي تم التعاقد معها عبر مقاول فرعي من قبل الفندق الذي سيقيم فيه منتخب فرنسا خلال البطولة التي تنطلق في 20 نونبر . ظهرت شركة أخرى في الوثائقي هي مقاول فرعي لسلسلة الفنادق الفرنسية "أكّور"، وهي مزوّد رئيسي لأماكن الإقامة خلال كأس العالم. كشف الوثائقي غرف نوم مليئة بالحشرات حيث ينام العمال في أسرّة من طابقين، كما بدت المراحيض ومرافق الحمام قذرة والجدران ملطخة بالرطوبة. أما أماكن الطهي الخاصة بالعمال فكانت أشبه بمغسلة كما تعطل مكيف الهواء في إحدى غرف النوم، مما جعل درجة الحرارة 35 درجة مئوية. قال بعض العمال الذين تمت مقابلتهم إنهم نادرًا ما حصلوا على يوم عطلة ولم يتم دفع أجور ساعات العمل الإضافية. وأبلغ الاتحاد الفرنسي لكرة القدم القناة أنه سيرسل وفدًا إلى قطر في "أكتوبر" للتحقق من الادعاءات. وقال الاتحاد إنه قام بالفعل "بتفحّص الامور المتعلقة بالمتعهدين الستة لفندق المنتخب" في الدوحة. ونتيجة هذا التفحّص، تم إنهاء العقد مع شركة الأمن بسبب "عدد من المخالفات غير المقبولة" وإخفاق المقاول في احترام حقوق العمال مثل توفير أماكن سكن لائقة ومصادرة جوازات سفر العمال. ورد في الوثائقي رسالة من الاتحاد الفرنسي جاء فيها أن كأس العالم "كانت فرصة للتقدم لكن المشاركة فيها لا تعني أننا سنغض النظر". قال نويل لو غريت، رئيس الاتحاد الفرنسي، لمحاور في الفيلم الوثائقي "يمكنني أن أريكم الكثير من الصور مثل تلك في الكثير من البلدان، حتى في بعض البلدان غير البعيدة عن (فرنسا)"، مضيفًا "لا يزال هناك وقت لتصحيح الأمور". وأعربت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا-كاستيرا أنها "صُدمت" من رد فعل لو غريت. قالت في حديث مع إذاعة "أر تي أل": "ردة الفعل هذه صدمتني...اعتقدت أنها افتقرت للإنسانية والمنطق". وكانت الدولة الخليجية الغنية بالغاز التي تستضيف المونديال حتى 18 كانون الأول/ديسمبر، عرضة لانتقادات متكررة حيال ظروف العمال الأجانب لديها. وتؤكد الدوحة أنها توصلت إلى إدخال تحسينات كبيرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك فرض حد أدنى للأجور وتخفيف جوانب كثيرة من نظام الكفالة الذي أعطى أصحاب العمل سلطات على حقوق العمال في تغيير وظائفهم وحتى مغادرة البلاد.