بعد سحب كتاب "مذكرات مثلية" من المعرض الدولي للكتاب والنشر، في دورته 27 المنظم بالعاصمة الرباط، قال الكاتب والباحث الأمازيغي، أحمد عصيد، إن مصادرة كتب من معرض الكتاب هي عملية من العادات السيئة التي دأبت عليها دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط عامة ومنها المغرب، وهي من مظاهر أزمة حرية الفكر والإبداع في هذه البلدان. ويرى عصيد أنها من علامات التردد وهيمنة الماضي على الحاضر، ويعود ذلك إلى عدم الحسم في الاختيارات الكبرى التي تمكن من الترسيخ الديمقراطي، حيث يظل الصراع القيمي بين التراث والحداثة مستمرا كما تظل القوانين متناقضة وذات طابع سكيزوفريني، وينعكس ذلك في هذا النوع من الممارسات السلطوية التي تعمل على منع كتب من التداول. وأضاف عصيد، في تصريحات ل"كَود"، قائلاً: "في آخر معرض دولي للكتاب بالدار البيضاء تمت مصادرة كتاب "صحيح البخاري نهاية أسطورة" لرشيد أيلال، واليوم تصادر "مذكرات مثلية". وزاد: "رغم أن في المجتمع نقاش قيمي هام حول المثلية الجنسية وحول مراجعة القانون الجنائي وإنهاء تجريم الحريات الفردية، إلا أن السلطة تنوب عن الجميع وتقوم بالمنع والمصادرة، مع العلم أن منع كتب في عصرنا غباء كبير لأن الجميع سيبحث عن الكتاب الممنوع، وأعطيكم رقما مهما: رشيد أيلال كان يطمح إلى بيع 2000 نسخة من كتابه الممنوع، لكنه بفضل المنع وصلت مبيعات الكتاب بدون المكتبات إلى 12000 نسخة".