مهما قمع الشيخ الداعية الشيخة. مهما حاول إبعادها. و مهما ضغط عليها. ومهما أخفاها. ومهما طردها منه. ومهما شتمها. ومهما تنكر لها. فهي في داخله. الشيخة في الباطن. تحت جلده. وعلى الشيخ أن يكشط جلده. ولن يستطيع أن يلغيها. وهذا غير ممكن. فلا يخلو مغربي من إيقاعها. لا يخلو مغربي من الموسيقى المغربية. ومن الروح المغربية. ومهما تظاهر الشيخ بالعكس. فإن الشيخة تفضحه. الشيخة تسكن الشيخ. الشيخة مستقرة فيه. الشيخة أم الشيخ. كما "الطفل أبو الرجل". الشيخة في كل واحد فينا. وفي رجل الدين. وفي الطبيب. وفي الأستاذ. وفي المهندس. وفي العاطل. وفي المرأة. وفي الرجل. وفي الصبي. وفي الصبية. وفي التربة المغربية. وفي الهواء. وفي الكلام. وفي الصخر. وفي شجرة التين. وفي دالية العنب. وفي الخيمة. وفي كسرة الخبز. وفي براد الشاي. وفي المائدة. وفي الصينية. وفي الحلوى. وفي الرائحة. وفي الدم. وفي الأم. وفي الأب. وفي الماضي. وفي الحنين. وفي الأنا. وفي الهوية. وفي الليل المغربي. وفي النهار. وفي الفرح المغربي. وفي العرس. وفي السهر. وفي الحزن. وفي الألم. وفي الشوق. وفي الشبق. وفي الواقع. وفي الخيال. وفي كل ما هو مغربي. الشيخة في اللغة المغربية. لكن الشيخ يدعي العكس. ورغما عنه يدندن. رغما عنه تحرك الشيخة دواخله. ولو نفى ذلك. ولو هاجمها الشيخ. ولو تظاهر بأنه يرفضها. فهي في مكان ما فيه. فلا تصدقوه. الشيخة حاضرة. الشيخة لا يمكن طردها بقرار. وبموقف. وبرغبة. وبحكم أخلاقي. وفي أي لحظة قد تخرج الشيخة من الشيخ. وهو نائم. وهو يمشي. وهو يصيخ السمع. وهو يتحدث . هناك عيطة في الشيخ. هناك شيخة تنادي عليه. هناك شيخة تشده إليها. وليس وحده. ليس الشيخ وحده. بل فينا جميعا. ومن يشتمها فهو يشتم نفسه. ومن يكرهها فهو يكره نفسه. ومن يرفض الشيخة فهو يرفض نفسه. ويرفض أن يكون مغربيا. فهي في الماضي. وفي الحاضر. وفي المستقبل. وفي الحقول. وفي الثدي. وفي الحليب. وفي الطريق. وفي الرغبة. وفي الحب. وفي المشاعر. وفي القلب المغربي. وفي الكبد. الشيخة. ومها ابتعدت عنها. يأتي وقت فتعود إليها. الشيخة. ومهما طال الزمن أو قصر. فإنه يأتي وقت لتتصالح معها. ومهما كنت متشنجا. ومهما كنت متوترا. ومهما كنت حاسما. ومتشددا. ومتطرفا. فهي قادرة على أن تدغدغك في أي لحظة. ولا يمكن أن نغير المغربي. لا يمكن تبديله بإنسان آخر لا علاقة تجمعه بالشيخة. لا يمكن تغيير المغرب ببلد آخر. وهذا هو إيقاعنا. بتنويعاته. وهذه هي حياتنا. وثقافتنا. ولا يمكن استبدال المغربي نزولا عند قمع الشيخ لنفسه. لا يمكن محو الشيخة وإلغاؤها والتشطيب عليها من داخل المغربي. الشيخة تُرقِّص الشيخ مهما قاومها. الشيخة تخرج منه. الشيخة تقفز على الشيخ في أوقات لا يتوقعها. الشيخة فضّاحة. الشيخة أراها في لسانه وهو يسيء إليها. الشيخة قديمة وقوية. الشيخة لا تستأذن الشيخ ولا غيره. الشيخة سابقة. وأي عيش مغربي. وأي حياة. لا تخلو من الشيخة. الشيخة في المغربي. الشيخة في المغربية. الشيخة في المغرب. وفي جهاته. وفي عاداته. وفي أحلامه. وفي المدينة. وفي القرية. وكم من شيخ عرته الشيخة وكم من شيخ قبل هذا الذي أساء إليها فضحته الشيخة. وخرجت منه. كم من شيخ شطحته الشيخة. كم من شيخ أفلس بسببها. وهي فيه ومهما نفى ذلك. توجد الشيخة في ياسين العمري. وإذا كان مغربيا فهي موجودة فيه. بإيقاعها ورقصها و بحّتها وكلامها ولغتها. إما إذا لم يكن مغربيا فلا لوم عليه ف ومن حقه أن يقول عن الشيخة ما يشاء لأنها لن تخرج منه في هذه الحالة وهو الغريب وهو الذي يراها من بعيد ولن تفضحه في هذه الحالة أمام نفسه ولن تكشفه ولن تُرقّص الشيخ أمام الملأ ولن تزوره في أحلامه ولن تسيل على لسانه. ولن تغني له.