قضيت الليل كاملا في البحث عن الشيخة تسونامي، لكن دون جدوى، هناك جهة ما مجهولة تحجبها عني، وأياد خفية تمنعني من رؤيتها والاستماع إليها وهي تغني وترقص. لم أدع محرك بحث إلا ونقرت اسمها عليه، وبعد أن لم يسعفني اللقب، جربت اسمها الحقيقي، لكن لا شيء، إنها غير موجودة في اليوتوب، وغير موجودة في الديليموشن، ولا فيديو لها في كل الأنترنت.
ما هذا الاختراع الذي يدعي أنه يتوفر على كل شيء بينما لا يعرف أشهر شيخة في المغرب بعد الربيع العربي و20 فبراير و13 يناير ووصول العدالة والتنمية إلى الحكم.
لقد خاب ظني في الأنترنت، الذي يتعامل مع السلفيين والإرهابيين ومع ميسي ومع كل نجوم الغناء والرقص على قدم المساواة، إلا أنه يعجز عن تقديم فيديو، ولو فيديو واحد، لشيخة مغربية تحكي الصحافة أنها تسلب لب لاعبي الكرة والأثرياء.
حرام أن يحصل هذا في زمن العولمة والثورات، وما حز في نفسي أني شاهدت بطن شاكيرا وهي حامل من لاعب برشلونة، وهي الغريبة، بينما تعذر علي أن أرى ابنة بلدي وأن أحضر لإحدى سهراتها، المقتصرة على علية القوم وعلى نجوم الكرة.
أين إذن قانون القرب أيتها المواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية والراديوهات التابعة للدولة وللقطاع الخاص، لقد صدعتمونا بكل شيء يمكن أن يخطر على البال، بينما لم تقدروا على توفير خدمة للمغاربة بإحضار الشيخة تسونامي، وأنا متأكد أن كثيرين مثلي يتحرقون شوقا لرؤيتها والاستماع إليها. الشعب يريد رؤية الشيخة تسونامي، وأنا أضم صوتي إلى الشعب وأرفع معه الشعار، وإنها لثورة حتى النصر، ولو منعتموها عنا، فإنه سيأتي يوم ننتزع فيه حقنا، ونشاهدها وهي ترقص كإعصار.
نحن لا نطلب شيئا من وزير الاتصال مصطفى الخلفي إلا أن يطبق ما وعد به في دفاتر التحملات، وأن يحترم التنوع واختلاف الأذواق، ولا يقل لي إنه مع الفن الملتزم والنظيف، فالشيخة تسونامي جميلة وملتزمة وأنيقة، شاهد صورها يا وزير الاتصال وستتأكد بنفسك، وزيادة على ذلك فهي تصلي. لقد تعبنا من الداودي والداودية وخالد بناني، واستمعنا لهم في القناة الثانية بما يكفي، والآن نحن نريد تسونامي، مارس سلطاتك أيها الوزير أو استقل، لا يعقل أن نحرم منها، ولا أظن أن العرايشي أو سيطايل سيعارضانك في هذه النقطة، ربما لا تعرف أن المغرب لم يعرف منذ عقود ظهور نجمة حقيقية تثير كل هذا الاهتمام، فلا تضيع علينا هذه الفرصة التاريخية، ولا تسمح لعلية القوم بأن يتمتعوا، في وقت تحرم فيه الفئات الشعبية، والتي تعشق الشيخات فعلا، من هذه الموهبة، التي لا تصلنا إلا أخبارها.
أينك يا بنكيران، يا رئيس الحكومة، وكي نصدق أنك تحارب الفساد فعلا وتدافع عن المسحوقين، فإننا نطالبك بأن تكون عادلا، فالفن للجميع ولا يعقل أن تتمتع به فئة دون أخرى، مارس سلطاتك وكن رئيس حكومة حقيقيا، وافرض على وسائل الإعلام التي كتبت عن تسونامي أن تفصح عن مصادر أخبارها وأن تكشف لنا عن المكان الذي تغني فيه وترقص، كي نعتصم بالقرب منه ونحتج، وننتزعها من الأغنياء ونؤممها ونحملها فوق الأكتاف إلى دار البريهي، كي تصبح ملكا لكل المغاربة بدون استثناء. ربما لا يعلم المسؤولون كم ثمن القنينة الواحدة، ولن يقبلوا منك أن تطلب براد شاي كي ترى تسونامي، وحتى لو سمحوا لك بذلك، فإنه مكلف ولا يقل ثمنه عن ثمن القنينة الغالية، وقد يمنعونك من الدخول لأنك لست من علية القوم، لذلك سنخرج إلى الشارع، وفي ليل الدارالبيضاء، حينما ينام الأطفال، ويتوجه عشاق السهر إلى عين الدياب، وسندوخ السلطة، لأننا سننزل كل ليلة، ولن نسجن أنفسنا في يوم الأحد، وحيثما غنت تسونامي، فإننا سننزل، إلى أن يتحقق العدل. هيا رددوا معي: الشعب الشعب يريد تسونامي. ولاد الشعب قهروتهم والأغنياء متعتوهم. سوا ليوم سوا غدا تسونامي ولا بدا والو والو التلفزة والو، بلا تسونامي والو.