هل أنت في البيت فرنسا. هل أنت نائمة. هل أفطرت. هل أكلت الكرواسون. هل شربت قهوتك السوداء الصباحية. فالمغرب يريد أن يتحدث إليك. وفي أكثر من موقع ومن جريدة يطالبونك بأن تحبينا أكثر. استيقظي يا فرنسا. فيبدو أن العالم يتغير بسرعة. وهناك تحولات كثيرة قادمة. بينما أنت مازلت تتعاملين معنا كما لو أنك شريكتنا الوحيدة. كما لو أن لا أحد يهددك. ولا أحد بمقدوره أن ينافسك. كما لو أن المغرب ليست له مصالحه. كما لو أنك تمنين علينا. كما لو أنك مطمئنة. كما لو أن جاذبيتك ستبقى إلى الأبد. كما لو أن جمالك لن يذبل يا فرنسا. كما لو أنك لا تحسين بما يقع حولك. وهل وصلك ما فعلته إسبانيا. هل بلغك أنها صارت تنافسك. بل تتفوق عليك. هل رأيت كيف صارت تسبل عينيها. هل لاحظت كيف صارت حريصة على نظرتنا إليها. هل أخبروك بالجديد. وبالمستوى الذي وصلت إليها علاقتنا مع الجارة الشمالية. التي كان العداء لنا عقيدة سياسية بالنسبة إليها. والتي كان دعمها لجبهة البوليساريو تتشارك فيه الدولة وأجهزتها والرأي العام الإسباني. وها هي تعترف بوحدتنا الترابية. استيقظي فرنسا. فهذا الحب الذي تكنينه لنا لم يعد يكفي. وهذه الصداقة لم تعد تكفي. وفي أكثر من من موقع وجريدة قرأت عتابا لك يا فرنسا. قرأت لوما صريحا. ويظهر من اللغة المستعملة والمتشابهة أن المغرب الرسمي غير راض. ويريد منك المزيد. يريد منك إعلانا صريحا عن الحب. وأمام كل العالم. يريد حبا يليق بكل ما يجمعنا. وبكل شراكاتنا. يريد منك أن تفكري في مصالحك الاقتصادية قبل فوات الأوان. يريد منك أن تستيقظي وتنظري إلى العالم حولك. وإلى ما يحدث فيه. فهناك الآن جارتنا وحبيبتنا إسبانيا. وأصدقاؤنا الجرمان. وهناك العم سام. وكلهم يحبوننا. ويدافعون عن وحدتنا الترابية. طق. طق. طق. استيقظي يا فرنسا. هذا ليس وقت التمطط. هذا ليس وقت الوقوف طويلا أمام المرآة. هذا ليس وقت التجمل. هذا ليس وقت وضع العطر. فلا أحد يعرف من أين صار المغرب يستمد كل هذه القوة. وكل هذا التأثير. بينما أنت نائمة. فاليوم لا يشبه البارحة. وأنت لم تعودي كما كنت. وفي كل يوم تفقدين حليفا. وفي كل يوم تتخلى عنك دولة إفريقية وتذهب إلى الصين. وحتى قوات فاغنر غلبتك. استيقظي يا فرنسا. وتابعي كل هذا الرسائل التي يكتبها المغاربة إليك. و حينها ستفهمين أن الوقت لم يعد يسمح. وأنك متأخرة. وأن عالما جديدا يتم التهيئ له. وفي كل مكان نفس الموسيقى. ونفس اللحن. بينما أنت تتقلبين في سريرك يا فرنسا. وحتى الغاز صارت إسبانيا تأتي به من أمريكا. بينما أنت تشخرين. ولا في هذا العالم. لذلك لا تتذاكي كثيرا يا فرنسا. و انهضي من نومك العميق. وانظري إلى الخطوة التي خطتها أسبانيا. والتي كانت إلى غاية أمس صديقنا وجارنا اللدود. إذ يظهر أن المغرب غاضب منك. يظهر أن المخزن لم يعد يقبل بهذا النوع من الشراكة ومن الحب. المخزن يريد قبلا. يريد منك أن تكوني معه. يريد منك تأكيدا واضحا وتعبيرا صادقا على مشاعرك. المخزن يريد يريد رقة واهتماما منك. المخزن يريد أن تشهري حبك لنا أمام كل العالم. المخزن يريد أن يسمع منك أنك شريكته الأولى. وأنكِ معه. ولا ننكر أنك دعمت المغرب في أكثر من مناسبة. وكنت وفية ومخلصة لنا. وقد كافأناك على ذلك. ولم نخذلك. لكن هل ترضين أن تحل محلك إسبانيا هل تقبلين ذلك يا فرنسا. يا أختنا يا حبيبتنا ألا يجعلك ذلك تشعرين بالغيرة. ألا يجعل ذلك تفكرين في مكانتك وفي وضعك وفي مصالحك الكثيرة. هذا دون الحديث عن الصداقة. وعن التاريخ. وعن اللغة. طق طق طق استيقظي يا فرنسا فلا توجد دولة تحرص على مصالحها وأصدقائها وتنام إلى هذا الوقت المتأخر. قومي قومي يا فرنسا وانظري إلى عين إسبانيا التي تلمع. وإلى المغرب. وإلى كل ما يحدث حولك.