نعاني.. و نحلم بأن تصير المعاناة جزء من الماضي، حينها سنضرب" البندير" و ُنغني تلك الأغنية الشعبية التي تقول: "باي باي الحزقة". نحلم... فيصير الحلم يتقاسم معنا معاناتنا، و يصبح هو الشافي لنا من تكالب الفساد و السرقة علينا، فنتحمل نحن.. و لا يتحمل الحلم فيقدم لنا أوراق مغادرته الطوعية. هكذا هي أيامنا في هذا الوطن السعيد. نحتج و ننتظر أن تلين قلوب من يمسكون السلطة لكي يرمون لنا فتات ثروتنا، و نزر حقوقنا، نتمسك بالحياة ليس حبا في صورهم التي حفظنا تفاصيل ملامحها من كثرة ترددها علينا، و لكن لكوننا نحب الوطن و نغار عليه من أن يتغزل به أحد، و نقتل من يتعمد التحرش به. خرج سفير فرنسا لدى "العم سام" ليفجرها في وجه من تغنوا بحفاظهم على شرف و طهر الوطن، قالها دون أن يفكر بمنطق المصلحة و لا بمراسيم المجاملة:" المغرب عشيقة نجامعها كل ليلة دون أن نكون مغرمين بها، لكن علينا الدفاع عنها".. أه كم إسترخصك سياسيونا و حُكامنا أيها الوطن، لم يكتفوا بنهبك و إغتصابك هم، بل أصبحوا أشبه "بقوادين" يتاجرون في صراخك و تأوهك على سرير الرأسمالية. صرت مجرد "عشيقة"تنتظر الليل لتأوي لفراش فرنسا، تنام معها مدلولا و مضطرا لكي لا تفسد علاقتك معها، يجامعك غير راغب فيك "محاملكش"، و في عُرف العشاق فمن لا يحب عشيقته يذلها بممارساته السادية على جسدها، و يمارس أبشع طقوس الإهانة على مؤخرتها، فمن يا ترى باعك لتلك الجشعة التي لا تحبك؟. كنا نعلم أننا كنا مستعمرين لفرنسا ذات زمان، و لازلنا نتبع أوامرها، و نسبح لتسبيحها و نشحذ خيراتنا و نرسلها لها، و نهبها الأراضي لتقيم عليها شركاتها و نقدم لها أبناءنا كعمال بثمن بخس... كل هذا كنا نعلمه، لكن أن تميل الشمس للغروب و نتجمل كعاهرة و نركن للسرير في إنتظار أن تستجمع فرنسا فحولتها لكي تُعاشرنا مُكرهة فهذا ما لا يمكن لنا أن نتحمله، فقصة الوطن مع فرسنا أشبه بتلك النادلة التي عليها أن تجامل الزبائن و تنام معهم مُرغمة كي لا تفقد وظيفتها كنادلة. لم نكن ندري أن مؤخراتنا بهذا الرخص عند الذين يتشدقون في خرجاتهم الإعلامية، بكون الوطن مُقدس و لا يقبل المساومة..فأسقطت تصريحات ذلك السفير ورقة التوت عن كذبهم و دجلهم الإعلامي، فكم كان كذبهم باهتا ممسوخا. تصريح هذا الرجل لا يمكن أن يكون مجرد سحابة صيف عابرة كما يطبل له من جعلونا عرضة لنزوات فرنسا الليلية، و لا هي "هرطقات" سياسي أصابه الخرف و أصبح يهلوس بأي كلام. فهي تصريحات مسؤولة من رجل له وزنه في الدولة الفرنسية يعرف ما يقول و يتحمل فيه المسؤولية، و ماذا فعل من يحكما.. أرسل في طلب السفير و أطلق العنال لنحيبه، مثل من إكتشف زوجها خيانتها في غرفة نومه... نريد أن نعرف: هل تعاشرنا فرنسا فوق سرير "الإليزيه؟ أم في قصر المؤتمرات بمراكش؟. فمعرفة المكان مهم فليس من المعقول ترك عشيقنا المحبوب فرنسا "يتبهدل" بالمجيء كل ليلة إلى هنا، "فالعفاريت" قادرة أن تحمل له الوطن إليه و هو في أبها صورة.. و متى كانت العشيقة المثخنة بالجراح في أبهى صورة؟ تلك حالة فرنسا معنا، دولة جشعة يتمت جداتنا، و فقرت أبائنا، و ها هي اليوم تمارس فحولتها على مؤخراتنا نحن جيل اليوم، فهي دولة لا تعدو أن تكون صاحبة مصلحتها لا تعترف بالحب لعشيقة واحدة. فإذا كانت هذه هي وضعيتنا معها، فماذا تفعل بنا أمريكا حاكمة العالم يا ترى؟ سننتظر الجواب .