افتتحت، مساء أمس الثلاثاء، باستوديو الفنون الحية بالدارالبيضاء، فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمهرجان الدارالبيضاء الدولي لفن الفيديو (FIAV) بتقديم عرض راقص يحمل عنوان "Ebe". وعرف حفل افتتاح هذه التظاهرة الفنية، المنظمة تحت شعار "أجساد في انغماس"، تقديم عروض رقص وعرضا حول فن الصوت وفن "الروبوتيك"، قدمته فرقة كندية تضم سارة برونسارد وباتريك سانت دينيس، من الكيبك في وصلة فنية، امتدت لأزيد من الساعة والنصف، ونالت إعجاب الحضور. وفي كلمته بالمناسبة، أكد عبد القادر كنكاي، رئيس مهرجان الدارالبيضاء الدولي لفن الفيديو، على أهمية مساهمة الكيبيك التي اختيرت ضيف شرف لهذه الدورة، معربا عن تثمينه للعرض الذي قدمته الفرقة الكندية التي أبدعت في تقديم عمل متميز أبرزت من خلاله أهمية الذكاء الاصطناعي مع محاولة العمل على الجسد وإخراج كل المكنونات المرتبطة أساسا بالنفس. وأشار كنكاي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن حفل الافتتاح هو إيذان بانطلاق مجموعة من الأنشطة من بينها محترفات وماستر كلاس والتي ستستمر طيلة أيام المهرجان الذي تمتد فعالياته إلى غاية 27 نونبر الجاري. وأضاف أن هذه الدورة، التي تميز حفل افتتاحها بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين والفنانين والجامعيين، إلى جانب الطلبة والمهتمين بفن الفيديو، ستعرف مشاركة ،إلى جانب الكيبيك، كلا من فرنسا ورومانيا، فضلا عن المشاركة المغربية. وقال "تتمثل خصوصية هذه الدورة في عقد لقاءات مهنية وفنية بين الفنانين ومؤسسات تشتغل في المجال الرقمي، وخلق فضاء للتعاون والشراكة وبناء مجموعة من المشاريع، وأيضا الإنتاج المشترك. من جهته، أثنى ألان أوليفيي، رئيس مكتب كيبك، على احتضان كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء وكل شركائها لهذا الحدث الثقافي والفني الذي يعنى بالإبداع الفني الرقمي، معربا عن سعادته بتواجده بالمغرب واختيار بلده ضيف شرف هذه التظاهرة الثقافية. وفي ذات السياق، أفاد عبد المجيد سداتي، المدير الفني للمهرجان، أن عرض "Ebe"، هو تجربة روحية وتأملية حول النفس والتنفس في آن واحد وخلق حوار بين الروبوتات والإنسان. وذكر سداتي أن نام جيني بيك هو أول من اخترع فن الفيديو وكان وراء كل هذه الثورة الفنية في مجال الفنون الرقمية، وهو بمثابة الأب الروحي لكل الفنانين في هذا المجال، لأنه خلق طفرة متميزة على مستوى الأسلوب و المعالجة، و الأداء، و الموسيقى. وأضاف: "كان هذا الفنان الأمريكي من أصل كوري يرتدي بذلة بيضاء وقبعة سوداء قام بتوقيعهما وأهداهما إلى مخرج فرنسي كان ينجز وثائقيا حول هذه التجربة، وكان أمله أن تكون هذه البذلة مثل الشعلة الأولمبية وأن يتوارثها الأجيال وتنتقل بين كل الشخصيات التي تدافع عن فن الفيديو". وعن تسلمه هذه القبعة السوداء والبذلة البيضاء، قال السيد سداتي: "حظيت بهذا الشرف، وهو ليس لي فقط وإنما هو تشريف أيضا للمهرجان الدولي لفن الفيديو ولكلية الآداب بنمسيك ولجامعة الحسن الثاني وللمغرب ككل"، مضيفا أن حصوله على هذا "المشعل" يعني ما يعنيه من انتقال المعرفة من شخص إلى آخر، وأنه سيبحث بدوره على الشخصية التي تدافع عن هذا الفن لتسلم البذلة والقبعة واستكمال المسار. وقد عرفت هذه التظاهرة الثقافية، منذ تأسيسها سنة 1993، عرض الآلاف من أفلام الفيديو، والمئات من المنجزات الفنية، وتنظيم العديد من الندوات، والموائد المستديرة والمحاضرات، والمئات من ورشات التكوين والماستر كلاس، أطرها فنانون متخصصون وأساتذة جامعيون لفائدة الطلبة والمبدعين الشباب. ومنذ عشر سنوات، انفتح المهرجان على تجارب عالمية جديدة، واكب من خلالها كل التطورات التكنولوجية المرتبطة بالفن. كما تم عرض أفلام الواقع الافتراضي 360 درجة، والرقص والفنون الرقمية، وتجارب الواقع الافتراضي والمعزز، وفن الروبوتيك، والمنجزات السمعية البصرية.