مدينة ميدلت معروفة عليها منطقة جبلية غابوية بامتياز ومع حلول كل فصل ديال الشتا كتعرف هاد المدينة الهادئة إقبال كبير على شراء حطب التدفئة قبل دخول فصل الشتاء، خصوصا مع تدني درجات الحرارة. هاد الفصل كما هو معروف يستلزم التوفر على طريقة لتسخين البيوت بهذه المنطقة المعروفة بعواصف الصقيع وفترات تساقط الثلوج، ويعتمد أغلب ساكنة إقليم ميدلت على هذه الطريقة التقليدية للتدفئة، في حين تلجأ فئة قليلة إلى استعمال مكيفات الكهرباء كطريقة للتدفئة أو أفران الكَاز. إقليم ميدلت، يضم عدد من المناطق والقرى والمراكز التي يعاني ساكنته يومياً لتوفير حطب التدفئة، والذي ترتفع أثمنته، مقابل غلاء الحلول البديلة وغياب الدعم. تقول مصادر محلية ل"كَود". القنطار الواحد ديال لحطب إذا اقتصدت العائلة في استهلاكه يمكن أن يكفيها ل3 أيام فقط، أي أنها تحتاج قرابة 1200 درهماً في الشهر لتوفير التدفئة داخل المنازل، مع العلم أن درجة الحرارة تكون خلال فترة النهار ما بين 2 و5 درجة وفي الليل تصل إلى ناقص 2 درجات، ما يعني أن المدفأة يجب أن تبقى موقذة طيلة اليوم. ووفق ما علمته "كَود"، فإن تحكم المضاربين في أسواق بيع حطب التدفئة والعشوائية التي تعرفها يدفع بالسلطات المحلية والمنتخبة " لتوفير بعض دعم و المساعدات بخصوص هذا الجانب". الاستهلاك ديال لحطب كيف عارفة "كود" كيوصل تقريبا قنطار كل الأسبوع لكل عائلة والقنطار الواحد واصل ل100 درهم والكيلو داير درهم واحد. الحالات التي تتدخل فيها أيضا السلطات والجماعات بالمنطقة، حسب مصادرنا، هي توفير المأوى للمتشردين لقضاء فترة البرد، على اعتبار أن مشكل توفير حطب التدفئة لا يمكن للجماعات أن تدبره لوحدها، نظراً لاستهلاكه بشكل كبير، ما يفرض توفير كميات كبيرة منه، والحل بيد الدولة، والبحث عن حلول بديلة، خاصة وأن الغابات في الإقليم استنزفت. فعاليات حقوقية كانت طالبات في أكثر من مناسبة بوضع تسعيرة خاصة لاستهلاك الكهرباء خلال شهري دجنبر ويناير على الأقل، ما يمكنهم من توفير تدفئة آمنة وصحية داخل منازلهم، في المقابل يتم حماية الغطاء الغابوي للمنطقة، هذا هو الحل الوحيد لمواجهة غلاء وندرة حطب التدفئة، لأنه وإن تدخلت الجماعات والدولة لا يمكن حل هذا الاشكال الوطني، الذي أصبح من المفروض سن تشريعات وقوانين تنظمه.