لا تستعجلها، واترك لها الوقت لكي ترسم لك بالرموش المشهد المسأوي كله، لتمرح فيه معها. واجعل وقتها أطول كثيرا من موتك لكي تعيش وتموت في انتظارها. لاتستعجلها، واتركها تطهو لك الربيع ، حقلا حقلا، قطعة قطعة، في إناء من لازورد بين أحضانها. دعها ترمم لك اليوميات، بقطع الماء المثلج في بياض أسنانها، ودعها ترتاح قليلا من فاكهة الحب وتضعها بين يديك، قليلا قليلا حتى يكون القمر أكثر ضوءا، والقتل أيضا رقيقا مثل بركة في القلب، اترك لها اليوم كله، لتصنع لك عمرا شهيا.. ودعها تقرأ لك الكواكب واحدا واحدا: نخلة في دوائر الشفق، بنفحة في فمها، رمل أبيض في أحلام النساء، قلب مفعم بالسحاب، وطائر يشتق الموج بهفهفاته. ولا تستعجلها، ودعها تضع الأرض في دورتها، ربيع يليق بربيع، وشتاء يتلفع سيرة أمير. هو الحب، ينصحها بالتريث حتى تصل الأشعة البعدية لأول نجمة، وينصحها بغير قليل من الخيال.. لا تستعجلها، فهذا يومها، تريده أن يكون ورديا مثل غيبوبة، ومثل خدها في عاصفة العاطفة.. لا تستعجلها ودعها تنتظر مثلك أن يأتي الليل، على مهل، ويسبق النجوم أحيانا، ويسبق أحلامها.. يفرش لكما السحاب .. ويدعوكما إلى المطر. هو الحب ساعة في معصمها، يقطر الزمن منها بما يجعل العاطفة.. صهيل فرس، بيضاء فوق جسر بينكما.. جسر من اللوز تحديدا، بعيدا عن الحضارة، وبعيدا عن الرسائل القصيرة، عطل حواسها اليوم بين يديك، عطلها كثيرا حتى تنفجر فيك مزاجا من عطر وصنوبر. لا تستعجلها، وفاجئها.. تشبه رواقا من الضوء بين الشجر، وملحا من الغرابة .. تستدرجك إلى ما فيها من وضوح. هو يومها اتركها على مهل... تقضم أيامك برنين الحوريات والألماس.