يلتحق أزيد من سبعة ملايين ونصف المليون تلميذ وتلميذة، اليوم الجمعة، بالمؤسسات التعليمية بعد عطلة مدرسية أطول من المعتاد على خلفية الجائحة. بحقائب على الظهر ووزرات مدرسية أنيقة، التحق التلاميذ بمقاعد الدراسة في أول يوم من شهر أكتوبر، الذي يتزامن مع بداية تخفيف القيود الصحية، بالنظر إلى التحسن التدريجي في منحى الإصابات بفيروس كورونا، والتقدم الذي تعرفه الحملة الوطنية للتلقيح. يتعلق الأمر بالدخول المدرسي الثاني في ظل جائحة "كوفيد-19". بعض الآباء يعبرون عن استعدادهم لاستئناف حياة "شبه طبيعية"، فيما يحبذ البعض الآخر اعتماد التعليم عن بعد، على الرغم من تحسن الوضعية الوبائية. بالنسبة لأسماء وعادل، كان التأطير والمواكبة التي استفاد منها طفلهما محسن خلال العطلة المدرسية، خاصة خلال شهر شتنبر، أساسيا من أجل استئناف تدريجي للدروس. في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، يبرز هذان الوالدان أن السنة المنصرمة كانت جد حافلة، فبين التعليم نصف الحضوري، والوضعية الوبائية وامتحانات نهاية السنة، بذل محسن جهودا كبيرة من أجل رفع تحد ثلاثي. هذه السنة، تتنفس الأسرة الصعداء عقب إقرار التعليم الحضوري، لأن ابنهما سيتمكن بذلك من "استعادة حياته الطبيعية كطفل متمدرس وقضاء الوقت مع أصدقائه وأساتذته، في احترام للإجراءات الصحية لتفادي أي إصابة بعدوى الفيروس". من جهتها، قالت سعاد السرغيني، أستاذة الاقتصاد العام بالثانوي التأهيلي، إن هذا الدخول المدرسي يقترب من "الوضع الطبيعي"، بفضل تلقيح التلاميذ وانخفاض منحنى الإصابات ب"كوفيد-19". معربة عن سعادتها لأن الدروس ستجري بشكل سلس وفي أجواء جادة. وأضافت أن "التلاميذ سيتمكنون من استئناف أنشطتهم العادية داخل القسم والاستعداد لتحقيق أهدافهم ورفع تحديات النجاح". وتتابع هذه الأستاذة، التي عملت في مهنة التدريس طيلة 30 سنة، بالقول إن الفرح ذاته يغمرها مع كل دخول مدرسي جديد للقاء تلاميذها، ومساعدتهم طوال السنة الدراسية على تحقيق التقدم والاستفادة من تكوين ذي جودة. ولا تخفي هذه الأستاذة ارتياحها بشأن إحداث بروتوكول صحي في مختلف المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة، من شأنه ضمان السلامة الصحية للجميع. فبهدف ضمان السلامة الصحية للمتعلمين والأساتذة والأطر البيداغوجية والإدارية، قامت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بتحيين البروتوكول الصحي، بتعاون مع وزارة الصحة. كما كانت الوزارة قد أعلنت، في وقت سابق، عن العديد من الإجراءات التي تهم قطاعات التربية الوطنية، والتعليم العالي والبحث العلمي، والتكوين المهني. ففي ما يخص التربية الوطنية، سيتم العمل على تحيين المقرر الدراسي للموسم الدراسي 2021-2022، وذلك من أجل تكييف مختلف محطاته مع التاريخ الجديد للانطلاق الفعلي للدراسة، وخاصة تلك المتعلقة بالعطل المدرسية والفروض والامتحانات المدرسية، حرصا على الحفاظ على الزمن المدرسي واستكمال المقررات الدراسية. وعلى صعيد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، سيتم تنظيم مباريات الولوج "عن بعد" بالنسبة للمسالك الانتقائية (إجازة مهنية، ماستر)، والبث التلفزي لمحاضرات علمية تم إنتاجها من طرف الجامعات الوطنية حسب برمجة خاصة. أما على مستوى قطاع التكوين المهني، فستتم ملاءمة البرمجة الزمنية مع المقرر التكويني، والتواصل مع مجموع المتدربات والمتدربين وإطلاعهم على تفاصيل وترتيبات الدخول التكويني، فضلا عن الإعداد للتداريب الميدانية، وإمكانية تنظيم حصص المراجعة عن بعد. وبذلك، وفضلا عن المنصات الرقمية للتكوين والتمدرس، فإن كافة الظروف متوفرة من أجل إنجاح انطلاق هذا الموسم الدراسي وتمكين التلاميذ والطلبة والمتدربين من التحصيل في أجواء ملائمة. ويتمثل الحدث الأبرز في تزامن الدخول المدرسي الجديد في فاتح أكتوبر، مع تخفيف الإجراءات الصحية، وذلك أخذا بعين الاعتبار التحسن التدريجي في منحى الإصابة بفيروس كورونا. وتشمل هذه الإجراءات، على الخصوص، حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني من الساعة الحادية عشر ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا، والسماح للأشخاص بالتنقل بين العمالات والأقاليم شريطة الإدلاء بشهادة "جواز التلقيح"، أو الرخصة الإدارية للتنقل المسلمة من طرف السلطات الترابية المختصة.