تحولت سماء الدارالبيضاء ليلة الأربعاء الخميس التي تصادف الاحتفال بذكرى عاشوراء إلى ساحة حرب مفتوحة يتراشق فيها سكان الاحياء بالمفرقعات والشهب الاصطناعية والقنبول المهرب وذو الصنع اليدوي المحلي بالاستعانة ب«الكاربون». لا شيء يعلو على صوت القنبول والصواريخ التي يتراشق بها فتيان في الاحياء الشعبية وإن كانت هذه المواجهات لا تخلو من جروح و إصابات . استعد قاصرون للاحتفال بذكرى عاشوراء يتخزين عجلات مطاطية أضرموا فيها النيران مشكلين «شوعالة» وسط الطريق،غير آبهين بعرقلة السير . وتفتقت شقاوة أطفال عن حيل بسيطة لصنع «قنابل» محلية فعالة لاحداث الضوضاء و بكلفة أقل يمكنها أحداث تفجيرات لا تخلو من خطورة . تحلق قاصرون حول قنينة مياه بلاستيكية فارغة من سعة خمس لترات ، قص أحدهم من «كانيط» مشروب غازي كان يحملها رقاقات ألمنيوم صغيرة الحجم ليضعها داخل القارورة البلاستيكية ويصب عليها محلول حمض النتريك (الماء القاطع)، ويحكم إغلاق قارورة المياه ويلقي بها داخل حاوية للقمامة. مرت دقائق كافية لحدوث تفاعل كيميائي فسمع دوي انفجار ضخم نابع من صندوق القمامة . رغم أن الوضع الصحي في الدارالبيضاء ينذر بالاسوأ مع تنامي عدد حالات الاصابة بوباء كورونا ، ورغم سريان قانون الطوارئ الصحية وحظر التجول ابتداء من الساعة التاسعة ليلا، فإن ليلة الاحتفال بعاشوراء شكلت استثناء لخرق القانون ، باستمرار الاحتفالات لوقت متأخر من الليل . وكان لافتا للانتباه تجند السلطات المحلية والامنية ورجال الوقاية المدنية اللذين تدخلوا لأخماد سلسلة حرائق بسبب «الشوعالة » في العديد من مناطق الدارالبيضاء. واختار رجال الإدارة الترابية النزول إلى الميدان موقوفين بعناصر من القوات المساعدة وأعوان السلطة وزعيق سيارات المصلحة لحث السكان على الدخول إلى منازلهم . ففي عمالة مقاطعات بن امسيك مثلا ، ظلت القايدة إيمان (أنظر الصورة ) تجوب الأسواق العشوائية وتدعو المواطنين للالتزام بقانون الطوارىء الصحية ودخول منازلهم كما صادرت صناديق خشبية لباعة متجولين للحيلولة دون وقوعها في أيدي قاصرين قرب مستشفى بن امسيك. وغطت سحابة دخان كثيفة سماء عين الشق بعدما أضرم أشخاص النيران في عجلات مطاطية ليتسلل دخان «الكاواتشو» عبر النوافذ لمنازل العديد من الأسر.