ستعرف الاستحقاقات القادمة على مستوى جهة العيون الساقية الحمراء، انتخابات ساخنة كالعادة في ظل إعلان نفس الوجوه الترشح على رأس الأحزاب التقليدية والتي لطالما تصدرت المشهد الحزبي على مستوى جهة العيون الساقية الحمراء. ولاحديث يشغل الرأي العام المحلي، سوى ترشح الرجل القوي حمدي ولد الرشيد على راس حزب الإستقلال وهو الذي اكتسح الانتخابات الجماعية الماضية وحصده لأزيد من 26 ألف صوت، كرقم قياسي واكتساحه لأغلب الجماعات المحلية منها المجلس الجماعي والجهوي والإقليمي. ومع إعلان وزارة الداخلية إلغاء العتبة الإنتخابية والإعتماد على القاسم الإنتخابي، يبقى التساؤل على سيحافظ حزب الإستقلال على مكتسباته التي حققها في الإستحقاقات السابقة؟ ومع قرب الانتخابات، بدأت التسخينات التي دابت عليها بعض الاحزاب الكبيرة في الصحراء مثل الإستقلال، والأصالة والمعاصرة، التجمع الوطني للأحرار، والعدالة والتنمية وهي الاحزاب التي ستكون لها الكلمة الاولى والاخيرة في الإستحقاقات القادمة. وعمد حزب الإستقلال بقيادة منسق الجهات الجنوبية الثلاث حمدي ولد الرشيد، على استقطاب عدد من الوجوه الانتخابية المؤثرة في الأقاليم التي كان حضور الحزب بها ضعيف، واستقطب رجل الاعمال والبرلماني مولاي حبد الزبير من حزب الاصالة والمعاصرة، واستقطاب المعلومة بوسعيد والتي تشغل رئيسة الجماعة القروية حوزة بإقليم السمارة. كما عمد حزب الإستقلال بقيادة كل من حمدي ولد الرشيد ومحمد ولد الرشيد، على استقطاب عدد من الكفاءات والاطر، لتدعيم الحزب بتشكيلة نخبوية، التي ستكون إضافة لحزب الإستقلال المهيمن منذ عقود على المشهد السياسي بجهة العيون الساقية الحمراء. وفي نفس السياق، يعول حزب التجمع الوطني للاحرار، على منسقه الجهوي محمد عياش الذي يشغل منصب رئيس جماعة فم الواد، وكذلك المنسق الإقليمي للحزب محمد سالم باهيا (رئيس المجلس الإقليمي لطرفاية)، لإعطاء الحزب دينامية خلال الإستحقاقات المقبلة، وذلك بعدما تم إبعاد المنسق الجهوي السابق لحزب الأحرار "محمد الرزمة" عن الحزب، الأخير الذي إلتحق بحزب الإتحاد الإشتراكي. من جهته، سيدخل حزب الاصالة والمعاصرة الإنتخابات القادمة، معولا على رجل الاعمال محمد سالم الجماني ذو الشعبية الجارفة بجهة العيون، رغم عدم تقديمه لأي شيء يذكر خلال ولايته الإنتدابية السابقة في البرلمان، وغيابه المستمر عن المشهد السياسي والميدان بمدينة العيون. الانتخابات القادمة، ستعرف كذلك دخول عدد من اللوائح الشبابية للميدان الإنتخابية في عدد من المدن، ويرى المتتبعون للمشهد الحزبي في الصحراء بأن هذه اللوائح ستقول كلمتها خلال الإستحقاقات القادمة، وستكون هي الفيصل في عملية التحالفات بالجهة. إلى ذلك، ستشهد مدن بوجدور والسمارة وطرفاية صراعا ساخنا، خلال الصيف الإنتخابات القادمة بعد عزم ترشح الملياردير حسن الدرهم ببوجدور، والشاب صلوح الإدريسي بالسمارة، وكذلك توازن القوى بطرفاية ما سيجعل الباب مفتوحا في الإنتخابات القادمة .