كتشهد المنطقة المغاربية حراكا ديبلوماسيا مكثفا، وذلك في سياق التحولات التي بات يعرفها نزاع الصحراء، بعد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، واتساع رقعة الدول المؤيدة لموقف المغرب من هذا النزاع، ولسيادة المملكة على كامل ترابها، والذي تجسد بشكل عملي من خلال افتتاح العديد من الدول لتمثيليات ديبلوماسية بالأقاليم الجنوبية. وفي هذا الإطار كشف وزير الخارجية الجزائري صبري بوكَادوم أمس الثلاثاء، عن إجرائه لمباحثات هاتفية مع نظيره الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بحث خلالها معه توطيد العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك. بوكَادوم أوضح عبر تغريدة له على تويتر "أنه أجرى محادثات مع إسماعيل ولد الشيخ وزير الشؤون الخارجية الموريتاني، وعثمان الجرندي وزير الشؤون الخارجية التونسي، حيث "تم التأكيد على أولويات المنطقة، وضرورة مواصلة مساعي توطيد علاقات الأخوة والتعاون، في سبيل بناء مستقبل أفضل لشعوبها". مباحثات وزير الخارجية الجزائري مع نظيره الموريتاني، تأتي بعيد زيارة قام بها لإسبانيا، في محاولة لاستمالة الموقف الإسباني عبر حديثه عن ما أسماه "ضرورة تحمل مدريد لمسؤوليتها في حل نزاع الصحراء"، وذلك بعد أيام من استقبال نواكشوط لمبعوث من جبهة البوليساريو، و في ظل حديث عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ إلى المغرب، حاملا رسالة من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى الملك محمد السادس. تحركات الدزاير عنوانها الأبرز بحث مستجدات الوضع المتعلق بنزاع الصحراء، حيث سرعت الجزائر من وتيرة تحركاتها واتصالاتها، وذلك بعد الإنتصارات الديبلوماسية التي حققها المغرب، على صعيد تعزيز وحدته الترابية، بعد اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء، وبسيادة المملكة على كامل ترابها، وافتتاح العديد من الدول لقنصليات بالأقاليم الجنوبية، وكذا اتساع رقعة الدعم الإقليمي والدولي لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الأساس الوحيد لحل هذا النزاع الإقليمي. من هادشي كامل، الجزائر ولات كتخشى من التأثير الذي يمكن أن تحدثه التحولات التي طرأت على مواقف العديد من القوى الإقليمية والدولية، فيما يتعلق بتعاطي المجتمع الدولي مع نزاع الصحراء، خاصة بعد الإختراق الديبلوماسي الكبير الذي حققته الرباط بمجلس الأمن، إثر قرار واشنطن العضو الدائم بالمجلس، وصاحبة القلم المكلفة بصياغة مشاريع القرار الخاصة بالصحراء، الإعتراف بسيادة المغرب على كامل صحرائه و دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي الذاتي.