بعد الإنتصارات الديبلوماسية المتوالية التي حققها المغرب على صعيد تعزيز موقفه بخصوص النزاع الإقليمي حول الصحراء، والدفاع عن وحدته الترابية، وتواصل مسلسل فتح القنصليات لدول اغلبها من القارة الإفريقية بالأقاليم الجنوبية، وتعزيز ذلك بالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه. تعمل الديبلوماسية الجزائرية جاهدة على حشد حلفائها داخل القارة، فيما يبدو أنه تحرك ديبلوماسي استباقي، لمواجهة أي محاولة من جانب الدبلوماسية المغربية وحلفائها في الاتحاد الافريقي، لطرح مسألة عضوية جبهة البوليساريو بالمنظمة القارية، وذلك بعد اتساع رقعة الدول الإفريقية، التي باتت تقتنع بوجهة النظر المغربية بخصوص هذا النزاع. فبعد أن حط وزير الخارجية الجزائري صبري بوكَادوم الرحال بجنوب إفريقيا، حيث التقى هناك بالرئيس الجنوب افريقي سيريل رامافوزا ونظيرته ناليدي باندور، قام بوقادوم بزيارة لمملكة الليسوتو التي تقع داخل حدود جنوب إفريقيا، وذلك قبل أن يقوم بزيارة لجمهورية انكَولا، زيارات كان القاسم المشترك لجدول أعمالها، هو التطورات التي يعرفها النزاع الإقليمي حول الصحراء. تحركات ديبلوماسية جزائرية بعواصم أفريقية معروفة بقربها من مواقف الجزائر، والتي ينتظر أن تشمل ناميبيا وزيمباوبوي والموزمبيق وبوتسوانا، تأتي في ظل استشعار الجزائر لاستعداد المغرب لتوجيه ضربات ديبلوماسية جديدة، قد يكون عنوانها الأبرز هذه المرة، هو إخراج البوليساريو من الاتحاد الأفريقي.