لاحديث بين المغاربة عموما هذه الأيام، سوى عن الاستراتيجية التي ستعتمدها الحكومة في مواجهة وباء كورونا خلال شهر رمضان الجاي، خاصة في ظل ما تشهده عدد من الدول الأوروبية من عودة إلى الإغلاق الشامل بعد مواجهتها لموجة ثالثة من الفيروس، في وقت بدأت فيه حملة التلقيح تتباطئ في غالبية البلدان، نتيجة شح اللقاحات التي تخاض بشأنها حاليا حربا شرسة. فوسط من يأمل في الانعتاق من "قيود كورونا" في القريب، بعدما تجاوز سكين تداعيات الجائحة العظم مخلفا الكثير من المآسي الاجتماعية، تسيطر حالة من القلق والخوف من ما سيحمله القادم من الأيام من أخبار وقرارات، والتي تبقى أشدها وقعا بالنسبة إليهم تطبيق تدبير "الحجر الصحي الشامل"، الذي ما زال لا الأشخاص ولا المؤسسات ولا المقاولات بمختلف أنواعها لم تتخلص بعد من أثر شهوره الثلاثة والنصف الماضية التي توقف خلالها نشاط الجميع، إلا من بعض التحركات الضرورية. وأمام هذا الخيار الصعب المتمثل في البحث عن تحقيق معادلة المحافظة على وضعية وبائية متحكم فيها، مع الحرص على تجنب إدخال قطاعات في حالة شلل اقتصادي تام، تتجه الحكومة، حسب ما تجمع ل "كَود" من معطيات، إلى اعتماد مقاربة مرنة تجاوز بين بقاء السياسة الوقائية في أعلى درجاتها، وبين إتاحة المجال لدوران عجلة الرواج التجاري بوتيرة متزايدة مما هو عليه الوضع حاليا، والذي يدفع بعدد من المقاولات إلى حافة الإفلاس. وهكذا، ينتظر أن تلجأ الحكومة، بناء على مستجدات عمليات التقييم المنجزة من اللجنة العلمية والتقنية، إلى إنهاء العمل ببعض من الإجراءات الاحترازية، بينما يتوقع الاستمرار في تطبيق أخرى، وذلك تجنبا لسيناريوهات قد تعيد المملكة إلى نقطة الصفر في مواجهة الفيروس، كما حدث في دول أخرى، وهو واحد من أكثر السيناريوهات التي تميل الحكومة لاتباعها وسط أخرى يرجح أنها تخضع حاليا للدراسة. ومن بين الخطوات المتوقع اتخاذها إدخال تعديلات على مواقيت الإغلاق في شهر الصيام، وذلك تفاعلا مع نداءات متواصلة من قبل المهنيين في مختلف القطاعات، والذين أكدوا أن «فرض الإغلاق التجاري في الثامنة» و«تطبيق حظر التجوال الليلي في التاسعة»، ساهم في تراجع مداخليهم بنسب كبيرة، مشيرين إلى أن الاستمرار في اعتماد هذه المواقيت في رمضان «هو بمثابة عودة لزمن الحجر الصحي الشامل بالنسبة لعدد من المقاولات»، كالمطاعم والمقاهي، التي يستحيل بالنسبة لها الاشتغال في المدة الوجيزة التي ستكون متاحة أمامها، وهو ما سيدفعها إلى إغلاق أبوابها طيلة هذا الشهر. بنسبة كبيرة، التراوح مغاديش يكونو فهاد رمضان. هذا ما تتجه اللجنة العلمية والتقنية إلى أن توصي به، حسب ما تجمع ل "كَود" من معطيات، وذلك في ظل التطورات التي تشهدها الوضعية الوبائية عبر العالم. كما يرتقب أن تتجه اللجنة العلمية والتقنية، وفق ما سبق وأشارت إلى ذلك "كَود"، إلى أن توصي بإلغاء صلاة التراويح، والتي يتخوف بأن يؤدي السماح بإقامتها إلى تفجر بؤر جديدة للوباء قد تعقد الوضعية الصحية ببلادنا، وذلك نظرا للتوافد الكبير للمصلين على المساجد في شهر رمضان، وهو الإقبال الذي من المؤكد أن يصاحبه خرق على نطاق أوسع للتدابير الاحترازية المفروضة للحد من تفشي فيروس كورونا، والتي تطالعنا إلى اليوم العديد من مشاهدها مهددة بتوسيع دائرة تفشي الفيروس مجددا.