[email protected] علق سفير المملكة المغربية المعتمد بانواكشوط، حميد شبار، على العلاقات الثنائية المغربية الموريتانية، مفندا ما تروج له جبهة البوليساريو بخصوصها، إذ وضع حدا لذلك من خلال جملة من المعطيات المعززة بالأرقام حولها، وذلك في حوار أجراه مع وكالة الأخبار الموريتانية. وشدد السفير المغربي في انواكشوط، حميد شبار على قوة العلاقات المغربية الموريتانية، مؤكدا تواصل تطورها السريع وديناميتها خلال السنتين الأخيرتين، الشيء الذي عكسته الوتيرة المتزايدة لتبادل الزيارات بين الوزراء والمسؤولين السامين بالبلدين في عدة قطاعات متنوعة، موضحا أنها بلغت أكثر من 42 زيارة رسمية متبادلة بين الطرفين ساهمت في تعزيز الإنفتاح بين الطرفين، ولم تقف جائحة كورونا حاجزا أمامها، مستدلا بذلك على زيارة رئيس حكومة المملكة المغربية سعد الدين العثماني لموريتانيا مرتين، مذكرا بكون الملك محمد السادس، كان أول المهنئين للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مباشرة بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، وزيارتي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، موردا من جانب آخر أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد زار المغرب مرتين. وإستدل السفير حميد شبار على متانة العلاقات المغربية الموريتانية بالإعلان عن إنشاء مجموعة الصداقة البرلمانية الموريتانية المغربية بالجمعية الوطنية الموريتانية التي تضم نائبات ونواب يمثلون جميع الأطياف السياسية، إذ ستُسهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين الهيئات التشريعية في البلدين. وأكد السفير انفتاح البلدين على الصعيدين الأمني والعسكري لمواجهة التحديات بالمنطقة، وذلك عبر زيارة لوفد موريتاني رفيع المستوى برئاسة الجنرال محمد ولد مكت، المدير العام للأمن الوطني آنذاك إلى الرباط، أواخر شهر يناير 2020، وكذا انعقاد اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة المغربية الموريتانية، بالرباط، متم شهر يناير 2020، بحضور وفد موريتاني هام برئاسة قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الموريتانية آنذاك، الجنرال محمد الشيخ ولد محمد الأمين، حيث أضفت نفسا جديدا للتعاون أمنيا وعسكريا. وأضاف حميد شبار، أن الدينامية التي تشهدها العلاقات بين الجانبين إنعكست على التعاون الثنائي الاقتصادي من خلال تنظيم "المنتدى الاقتصادي الموريتاني المغربي" في نواكشوط و نواذيبو دجنبر 2018، بمشاركة 100 مقاولة مغربية، فضلا عن امتداد التعاون للجانب التضامني من خلال إرسال المملكة لطائرتين محملتين بأدوية ومستلزمات طبية ومعدات للوقاية من الفيروس خلال أوج أزمة كورونا. وعرّج السفير على حجم التبادلات التجارية بين البلدين الجارين، مؤكدا أن المغرب أول مورد أفريقي للسوق الموريتانية بنسبة تفوق %50، حيث تستورد موريتانيا من المغرب ما يقارب 660 ألف طن سنويا من مختلف السلع، فيما تشكل الخضر والفواكه نسبة % 13 من مجموع صادرات المغرب نحو موريتانيا عكس ما يروج له البعض، موضحا ان من بين السلع التي تستوردها الجارة الجنوبية، المنتجات ذات الطابع الصناعي التي تحتل الصدارة علاوة على المواد الضرورية للقطاعين الصناعي والفلاحي كقطع الغيار والزيوت الصناعية والأسمدة والمواد الكيماوية، مصححا المعطيات المغلوطة بالتأكيد أن الخضر والفواكه على أهميتها تأتي في المرتبة الأخيرة. وقال السفير في حواره مع وكالة الأخبار، أن صادرات موريتانيا للمغرب ترتكز على الملابس والصناعة التقليدية والأسماك والرخويات، مشيرا أن النسبة الأكبر من المبادلات التجارية بين المغرب وموريتانيا تمر عبر معبر الگرگرات، مبرزا انه على الرغم من تداعيات فيروس كورونا إلا ان الطرفين حافظا على المعبر البري مفتوحا تأمينا للأنشطة التجارية بينهما، إذ لم تتوقف الشاحنات المغربية عن مد السوق الموريتانية بما يلزم بما في ذلك المواد الغذائية، حيث تمر ما بين 50 إلى 75 شاحنة محملة يوميا بحمولة مابين 1500 و 200 طن عبر معبر الكركرات و البوابة الموريتانية PK55. وأوضح السفير، أن المغرب يعتبر أول مستثمر في موريتانيا على الصعيد الأفريقي، حيث تعمل شركاته في مجالات الاتصالات والأبناك وتوزيع الغاز المنزلي وصناعة الاسمنت ومواد البناء، فضلا عن تحويل المنتجات السمكية وغيرها من الأنشطة المرتبطة بالخدمات.