قال خبير استراتيجي متخصص في الشأن الجزائري، في تصريح خص به "كَود" أنه على المغرب تطوير استراتيجية تواصلية لكسب قلوب وعقول الجزائريين والصحراويين المتواجدين في تندوف. وأوضح ذات الخبير ل"كَود"، أن تطوير الاستراتيجية التواصلية ضرورية خاصة مع دخول قضية الصحراء في منعرج جديد بعد اعلان البوليزاريو انسحابها من وقف اطلاق النار بعد العملية التي قام بها المغرب لتأمين معبر الكركرات التي أغلقتها عناصر البوليزاريو لأكثر من ثلاث اسابيع والتي تلتها انحرافات في الإعلام الجزائري واعلام البوليزاريو في مقابل ترفع وحكمة للجيش الملكي والديبلوماسية المغربية تعكس عراقة الدولة المغربية والتزامها بالأعراف الدولية وحسن الجوار. وأوضح المصدر نفسه الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه :"على الأرض حسم المغرب أمر الحرب قبل ثلاثين عاما ببناء الجدار الأمني ولن تكون هناك حرب الا إذا تدخلت الجزائر". وشدد المتحدث أن "الحرب الآن تدار على المستوى الاعلامي حيث يقوم البوليزاريو بتجييش بعض القاطنين في مخيمات تندوف وتقوم الجزائر الرسمية العسكرية بمحاولات يائسة لتأجيج الرأي العام وإظهار المغرب كعدو متربص ولقد شاهدنا الخرجات البهلوانية للأبله شنقريحة يصف المغرب بالعدو الكلاسيكي الذي على الجزائر الاستعداد له غداة العملية الموفقة في الكركارات". وتابع :"واستمتعنا بقراءة بيانات البوليزاريو التي كانت في السابق طويلة كالزرابي وكانو يبدؤونها بالقرآن ثم استبدلوا الآيات بالأبيات الشعرية ثم الغوا الاثنين واكتفوا باختصار واعادة تدوير ما يكتبون من انتصارات وهمية لا أثر لها على أرض الواقع، وهم الآن في مأزق بعد مرور أكثر من ثلاث اسابيع لا انعكاس لبهرجتهم الإعلامية على الأرض بتاتا". وأبرز المتحدث ل"كَود" :"أنه في المقابل لم يجب الجيش ولا الدبلوماسية المغربية عن أي بلاغ من بلاغات البوليساريو لأن المغرب كدولة عريقة احتفلت مؤخرا بمرور أكثر من 800 سنة على علاقاتها الدبلوماسية مع بريطانيا لا يمكن أن تهبط لمستوى الجواب على حركة انفصالية تمولها وتحكمها الجزائر مثلها كمثل من يسعى وراء حب الظهور، أو كالمراهق مسخوط الوالدين الذي يتمرد على الأب بسوء السلوك". وتابع :"وظهرت حماقات في الاعلام الجزائري وشاهدنا تصريحات مثيرة للسخرية على قناة تسمي نفسها ويا للمفارقة ب "قناة السلام" حيث قال أحد ضيوف برنامح "اولاش المجاملة" بأن الجزائر قادرة على احتلال المغرب في عشر ساعات فانتشى الضيف الثاني في البرنامج وقال أن الرباط في نطاق صواريخ الجزائر، في خطاب شبيه ببروباغاندا كوريا الشمالية الدولة المتخلفة ذات الشعب الجائع التي تريد تدمير جارتها الديمقراطية المتقدمة عليها بسنوات ضوئية". وتابع المصدر نفسه :"لو اتيحت لي الفرصة لأجبته لأنه قبل المضي لاحتلال المغرب تأكدوا من حماية عين أميناس وحاسي مسعود مصدر رزقكم المهدد من طرف الجماعات الارهابية التي تصول وتجول في جنوبالجزائر". وأردف الخبير ل"كَود" :"هنا نأتي إلى مسألة كسب القلوب والعقول والتي هي مبدأ مترسخ وعامل انتصار في أي حرب وتدخل في اطار تدمير مركز ثقل الخصم في أي حرب، فالعنصر البشري جزء من الثلاثية المكونة للحرب والتي تضم كذلك السياسة والجيش حسب منظور الحرب لكلاوزفيتس، ومدى دعم الشعب للحرب مؤشر هام على قدرة الانتصار فيها". وزاد المتحدث قائلا :"ترفع الدبلوماسية المغربية والاعلام الرسمي على العموم جدير بالاشادة، حيث لم يقم أي من الجيش أو الدبلوماسية بالرد على ترهات شنقريحة ولا بالرد على اكاذيب البوليزاريو فالوقت كفيل بالرد عليها واظهار الحقيقة، وبقي الخطاب المغربي وفيا للأعراف والتقاليد الدبلوماسية العريقة والحرص على عدم سب المستقبل مع الجيران". وشدد المصدر نفسه بالقول :"على المغرب المواصلة في هذا النهج وبناء جسور اعلامية للتواصل مع الشعب الجزائري من خلال ابراز تاريخ الكفاح المشترك لنيل الاستقلال وكيف ساهم المقاومون المغاربة في استقلال الجزائر فاتحين بيوتهم لاخوانهم الجزائريين، وعلى الاعلام أيضا اجتناب اوصاف قدحية في حق المحتجزين الصحراويين في تندوف الذين تتاجر البوليزاريو النظام الجزائري بمعاناتهم". وأضاف المتحدث :"ان الاندماج الاقتصادي وفتح الحدود أمام الناس والسلع كفيل باقبار مسألة الحدود بشكل نهائي حيث ستصبح الحدود مجرد خطوط على الخريطة ولا أثر لها في اعاقة الازدهار الاقتصادي والتواصل الثقافي والبشري بين الشعبين، بل والتزاوج كذك وفي هذا الاطار نسطر على الجريمة التاريخية التي قام بها بومدين بطرده لمئات الآلاف من المغاربية بعد المسيرة الخضراء ومنهم من ساهم في تحرير الجزائر، ونتأسف لاغلاق الحدود كقرار لاانساني ستتذكره الأجيال اللاحقة كحماقة جزائرية ستجني عواقبها الجزائر أكثر من غيرها من خلال عزلة وتصوير أي سائح للبلد على أنه عميل او جاسوس.". وتابع :" ان الجزائر الرسمية فرضت فيزا على الزوار من الاتحاد الأوروبي ليس رغبة منها في المعاملة بالمثل ولكن لعدم قدرتها على حماية السياح حيث سبب اختطاف رهائن فرنسيين في الجزائر حرجا كبيرا للدولة". مضيفا :"وعلى المغرب المراهنة على الوقت وعدم الوقوع في فخ استفزازات النظام الجزائري لأن جيش شنقريحة قد يستعمل ورقة المغرب كمناص اخير لتفادي التغيير في وقت غاب فيه الرئيس تبون عن بلاده لأكثر من أربعين يوم". وأوضح الخبير نفسه :"الشعب الجزائري يعي أن البوليزاريو قضية نظام عسكري بائد والتصويت في الاستفتاء الاخير صفعة قوية للنظام العجوز المهترىء في الجزائر وعلى المغرب فتح قنواته للشباب الجزائري خاصة المؤثرين في يوتيوب الذين يعيشون في المهجر وعلى المجتمع المدني تكثيف اللقاءات والندوات بين الشباب المغربي والجزائري تمهيدا لاتحاد مغاربي حقيقي سيبنيه المغرب مع جيل الحراك". وزاد الخبير موضحا :"مهما بلغت وقاحة شنقريحة واعلامه ومن يدور في فلكه لايجب أن ينسينا على ضرورة مواصلة العمل من أجل بناء اتحاد مغاربي ولتحقيق ذلك علينا انتظار اختفاء الجيل القديم المتشبع بأفكار الحرب الباردة لعل الحراك يأتي بجيل جديد نبني معه شمال افريقيا متضامنة ومتكافئة". هاد الاستراتيجية وفق الخبير المغربي هي القوة الناعمة ديال بصح، ماشي ديال شامة.