تحول سعيد الناصيري إلى شخصية غير مرغوب فيها بتاتا في الجسم الودادي، وأضحى من اللازم لهذا الجسم لفظها قبل أن تحدث المزيد من الأضرار به. هذا الموقف باتت تستقر عليه غالبية آراء الأنصار بعد مراكمة رئيس النادي المزيد من الأخطاء في الوقت الذي منحت مهلة له من الفصيل المشجع للنادي لتدارك تدبيره الكارثي الذي أفضى إلى موسم صفري مغاديش يستنى للوداديين. ومن أبرز «الأخطاء الجديدة» لسعيد، الذي لم يعد في سياسته التسييرية ما يبعث على التفاؤل بقادم أفضل للنادي، هو أسلوبه التحقيري في فك الارتباط بالمهاجم الإيفواري غبابو، التي كان لها صدى سيء سواء على نادي الأمة العريق والمغرب، بعدما أخذت هذه القضية أبعادا أخرى أكبر عند تناول حيثياتها من قبل وسائل الإعلام الإيفوارية. ولم تقتصر هذه الأخطاء عند هذه الواقعة فقط. ففي المهلة الزمنية الوجيزة الممنوحة للرئيس، والتي لم يستهلك منها بعد سوى بضعة أيام، كان سعيد وفيا مجددا للعشوائية، والتي رسخت اليقين لدى جمهور الأحمر أن لعبة المناورة بالنسبة له باقية وستتمدد، وأنه دائم الاستعداد للتغطية عليها بلغة الخشب المعهودة التي يوظفها عند كل فورة غضب في خرجاته الإعلامية لتأجيل غليان الإطاحة به الآتي لا محالة..والذي لم يعد سوى مسألة وقت. وخير ما يستدل به على أن لا شيء سيتغير في قلعة بنجلون واستمرار التحكم فيها بعقلية «الواحد المتعدد» الذي يفعل ما يشاء وقت ما يشاء بمنطق تسيير ضيعة فلاحية، الكيفية التي يجري بها تدبير ميركاتو الأحمر. فالأخبار المتداولة حول الصفقات التي تحرك الناصيري لإنهائها، في محاولة منه لإظهار مدى احترامه للعقد المبرم مع الجماهير، تكشف بأنه عاد مجددا للمناورة، بعما كانت نهايتها كنهاية حكاية عدد اللاعبين الذين ارتبطت أسمائهم في الفترة الأخيرة.. فهذه الأسماء بقدر ما كانت قريبة جدا من الوداد، حسب ما كان يروج في منابر إعلامية، بقدر ما حولت فجأة بوصلتها نحو أندية أخرى، وهو مشهد تكرر لأكثر من مناسبة واضعا في كل مرة مشجعي الأحمر أمام علامة استفهام جديدة لم يجدوا عليها من أجوبة سوى أن الناصيري كيلعب بيهم ويتلاعب بالنادي لخدمة أجندته شخصية، والتي طبعا يتداخل فيها ما هو سياسي على اعتبار أنه برلماني عن حزب يقاوم للبقاء بعد ضربة الانتخابات السابقة على يد العدالة والتنمية، في زمن عبد الإله بنكيران، والتي قسمت ظهر هذا المكون السياسي وأدخلته في دوامة شتات ما زال لم يتخلص بعد من تبعاتها. وهو على ما يبدو ما بات يستوعبه بصورة أوضح حاليا أنصار الوداد، الذين تأكدوا بأن الفرصة الجديدة الممنوحة للناصيري لا طائل منها ولم يعد من خيار سوى الإطاحة به.. وفسح المجال لرئيس جديد وبعقلية تناسب نادي من حجم واحد من كبار ممثلي الكرة الوطنية... وهذه قد تكون من أهم الصفقات التي ستخرج الأحمر من الوضعية التي يوجد عليها حاليا.. وهو ما قد تشهده الساحة الرياضية في القريب في ظل حاليا الغليان السائدة وسط الوداديين.