[email protected] أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، صباح اليوم الإثنين، مباحثات رفيعة رفقة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شنكر، الذي حط الرحال بالرباط في سياق جولة يقوم بها لكل لبنان والمغرب وبريطانيا. وإستعرض الجانبان خلال لقائهما علاقات التعاون الثنائية بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية، والسبل الكفيلة بترقيتها على شتى المستويات، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول عديد القضايا ذات الإهتمام المشترك من قبيل الملف الليبي والوضع في الشرق وإفريقيا. وعقّب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شنكر، على اللقاء بتأكيد أنه كان فرصة للتطرق للشراكة المغربية الأمريكية بقيادة الملك محمد السادس وكيفية تقويتها، مضيفا أن الإدارة الأمريكية تُقدر الدعم المستمر للمملكة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك من قبيل السلام في الشرق الأوسط والاستقرار والأمن والتنمية في جميع أنحاء المنطقة والقارة الأفريقية. وأكد المسؤول الأمريكي في تصريحات صحافية، أن الجانبين يعملان معًا للتغلب على جائحة Covid-I 9، حيث باشرت الولاياتالمتحدة تقديم الدعم للمغرب في إطار شراكة لإستثمار ملايين الدولارات، حيث مكنت تلك المساعدات من مجابهة المغرب لCovid-I9، وكذا ساعدت في إعداد الأنظمة المختبرية، وتحسين اكتشاف حالات Covid-19 ومراقبتها، ودعم الخبراء التقنيين. وأثنى المسؤول الأمريكي، ديفيد شنكر على المغرب مؤكدا أنه البلد الوحيد في إفريقيا الذي أبرمت الولاياتالمتحدةالأمريكية معه اتفاقية تجارة حرة، حيث تعتبره الإدارة والشركات الأمريكية بوابة إلى القارة، مردفا أن أكثر من 150 شركة أمريكية تعمل بالمغرب، ما يوفر فرص عمل بالاقتصاد المحلي. وأبرز المسؤول في الخارجية الأمريكية، أن العام المقبل يصادف الذكرى الخامسة عشرة لدخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ وزيادة قيمة التجارة، مشيرا أن المغرب شريك وثيق مع الولاياتالمتحدة في مجموعة من القضايا الأمنية، وتشارك المملكة في أكثر من 100 نشاط عسكرية بشكل سنوي، بما في ذلك الأسد الأفريقي، مستحضرا زيارة وزير الدفاع الأمريكي مارك توماس إسبر للمملكة وتوقيعه لخارطة طريق لمدة عشر سنوات للتعاون الدفاعي، معتبرا أنها تجسيد للتعاون الطويل والاستراتيجي بين الطرفين. وأشاد ديفيد شنكر بمساهمة المغرب في دعم جهود الأممالمتحدة في ليبيا، مؤكدا ان الإدارة الأمريكية تتطلع لتحقيق نتيجة إيجابية فيما يخص الحوار الليبي الذي تقوده الأممالمتحدة، والذي يهدف إلى تشكيل حكومة انتقالية جديدة ورسم الطريق إلى الانتخابات الوطنية. وأبدى المسؤول الأمريكي دعمه القوي لمنتدى الحوار السياسي الليبي (LDPF) الذي تيسره الأممالمتحدة كوسيلة للوصول إلى حل سياسي تفاوضي شامل للصراع في ليبيا، موردا أن للمغرب حضور قوي في لبنان التي وصل للرباط قادما منها، حيث أظهر المغرب كرمه من خلال إنشاء مستشفى ميداني ساعد أكثر من 50000 لبناني في أعقاب التفجيرات المدمرة التي وقعت في بيروت شهر غشت. وإسترسل ديفيد شنكر، أنه في العام المقبل سيحتفل الجانبان بمرور 200 عام على الصداقة بين المغرب والولاياتالمتحدة، وكذا الذكرى المئوية الثانية للمنطقة الأولى الأمريكية في طنجة، وهي أقدم ملكية دبلوماسية أمريكية في العالم، تجسيدا على التزام الولاياتالمتحدةالأمريكية طويل الأمد تجاه المغرب، مبرزا أن الجانب الأمريكي على وشك البدء في بناء واحد من أحدث ممتلكاتنا الدبلوماسية، ويتعلق الأمر بمنشأة قنصلية عامة بقيمة 312 مليون دولار في الدارالبيضاء، موضحا أنه إنجاز آخر في تاريخ الطرفين الطويل من الصداقة، مبديا رغبته في استمرارها مستقبلا.