جلست أنا و صديق لي نتصفح آخر الأخبار على مواقع الانترنت ، فوقع بصرنا على خبر يؤهل المغرب لدخول كتاب غينيس للأرقام القياسية ، من خلال إنجاز (عظيم) تمثل في صنع أكبر"عجة" من بيض الاستهلاك، بإفريقيا، وذلك في إطار الاحتفال باليوم الوطني الرابع للبيض 14 و15 يناير الجاري قال صديقي الجالس بجانبي : فكرة جيدة ، أعتقد أنها تهدف إلى لفت أنظار المغاربة إلى أهمية البيض الغدائية ، قبل أن يضيف : لقد تم تخصيص 22 ألف و100 بيضة وقرابة 85 لتر من زيت المائدة، حيث تم طهيها في مقلاة عملاقة يصل قطرها الى 5 أمتار وعلوها 17 سنتيمتر.
قلت : جميل جدا أن يكون لنا أكبرطبق بيض قي العالم و أكبرعلم في العالم ، و أكبر طاجين ، و أكبر( قصرية كسكس ) و أكبر قفطان ، و ذلك في إطار التعريف بالثقافة المغربية و التقاليد المغربية كما يدعي عبقريو هذه المبادرات ، لكن الأجمل من ذلك أن يكون لنا أكبر مصانع في العالم، و أكبر العلماء في العالم ، و أكبر الطرق في العالم، و أكبر المستشفيات في العالم، و أكبر الجامعات في العالم.
نريد مغربا تصرف فيه أموال الشعب على التعليم و الصحة والتوظيف و البنية التحتية و ما ينفع أبناء الأمة ، نريد مغربا تتكافأ فيه الفرص أمام أبنائه دون تمييز بين عائلة آل الفاسي و عائلة بوزبال ، نريد مغربا يصرف أمواله على محاربة الرشوة و المحسوبية و الزبونية ، نريد دولة تشجع البحث العلمي و تصرف عليه من ميزانياتها ما يليق بمفهوم البحث العلمي .
نريد ان ندخل كتاب غينيز بأكبر شعب يحب بلده و لا يرمي بنفسه طعما لأسماك البحر هربا من ( أجمل بلد في العالم ) ، نريد أن يصبح الانسان المغربي معتزا بمغربيته عندما يلتقي مع غيره من أبناء الدنيا ، و لا يتنكر لها خوفا من أن ينعت بالفساد و الدعارة و الغباء و الجبن.
هذا هو المغرب الذي نريد ان ندخل به كتاب غينيز لا مغرب النخوة على الخوا كما يقول المغاربة. ولا يسعني إلا أن أختم بقول الشاعر :
يا أمة داست على أشلاء عزتها أمم **** يا أمة ضحكت من جهلها كل الأمم .