لاشيء يوحي، في مدينة بنكرير، بحدوث تغيير كبير في هذه المدينة التي ظلت تعلق آمالا كبيرة على إبنها فؤاد عالي الهمة،مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس المجلس البلدي المستقيل من مهامه بعد تعينه ،بداية الشهر الماضي مستشارا للملك محمد السادس ، ليخرجها من دائرة الفقر والتهميش إلى مصاف الحواضر الكبرى. "كون غير بقا فؤاد رئيسا لمجلس البلدي، ملي تعين في منصب مستشار للملك،انقسم الرحمانيون بين من يرى في تعيين الرجل يشكل حظوة لدى الرحمانيين داخل البلاط الملكي، وبين من يعتقد أن هذا التعيين سيجعل الرجل ( الهمة) مجبرا على أن يأخد مسافة بينه وبين الملفات التي طالما ظل يدافع عنها ويسعى جاهدا لدى السلطات المركزية بالرباط لبرمجة وجلب مشاريع لمدينة بنكرير، من شأنها أن تحد من نسبة الفقر والهشاشة التي يعيش بين ظهرانيها الرحمانيون.
هكذا، أصبحت عاصمة إقليم الرحامنة، التي ظلت تمني نفسها لتصبح مثل مدينة سطات في عهد وزير الداخلية السابق إدريس البصري في عهد الملك الراحل الحسن الثاني،في هذه الأيام أشبه بالمدينة التي يتهددها مستقبل غامض بعد رحيل عرابها فؤاد عالي الهمة.
"ملي تعين فؤاد في منصب مستشار ملكي، أصبحنا نشعر باليتم"، يقول نادل بإحدى مقاهي بنكرير، ل"كود" ردا على سؤال حول الانطباع العارم السائد حاليا في صفوف الرحمانيين ممن ظلوا يعتبرون شخص الهمة محركا لقطب التنمية الموعود الذي سيقلع بمدينة الفوسفاط غلأى مصاف الحواضر المغربية الكبرى.
فالمدينة التي شهدت تشدين مشاريع كبرى منذ سنة 2007، أصبحت الآن مشاريعها مهددة بالتوقف بعد التحاق الهمة بمربع المستشاريين الملكيين.
شكان مدينة بنكرير التي اشتهرت ب"الغبرة ولعجاج يطير" يعولون كثيرا على مؤسسة الرحامنة للتمنية المستدامة التي مازال الهمة يحافظ على رئاسة مجلسها ،لإحراجهم من العزلة بعد أن أدى الطريق السيار الرابط بين مراكش والبيضاء في إلحاق خسائر مادية كبيرة بتجارها وأصحاب محلات الشواء اللذين تراجعت مداخيلهم بشكل لافتت للانتباه منذ افتتاح الطريق السيار