تلقت حركة 20 فبراير خبر تعيين فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، مستشارا للملك باستياء كبير, ورأى نجيب شوقي، الناشط في صفوف الحركة, في هذا التعيين تحديا لمطالب الشارع المغربي، الذي نادى برحيل الهمة. وقال شوقي في تصريح ل«المساء» إن المكان الحقيقي للهمة هو «ديكاج» وليس تعيينه مستشارا. مطالب الحركة برحيل الهمة تنطلق من كونه أحد «وجوه الفساد السياسي»، يقول محمد طارق، ناشط في صفوف الحركة، «لأنه تدخل في السياسة بخلقه حزب الأصالة والمعاصرة وعمل على التحكم في المشهد السياسي والحزبي المغربي، وهذا ما نعتبره داخل حركة 20 فبراير إفسادا للديمقراطية التي نسعى إلى الوصول إليها» يضيف محمد طارق. وانتقد الناشط الفبرايري تعيين الهمة في هذا المنصب، واعتبر بأن هذا التعيين لا يخرج عن نطاق تشكيل حكومة الظل التي ستشرف على مجموعة من المشاريع والأوراش الكبرى، كما أنها لن تخضع للمراقبة والمحاسبة، لما فيه عدم احترام لإرادة الناخبيين. وحسب ناشطي الحركة، فإن الهمة كان من الأجدى محاسبته عوض تعيينه في منصب مستشار للملك. وفي هذا الصدد صرح محمد طارق بأن «الهمة من رموز المخزن وبدل محاسبته نجد أن النظام السياسي يعينه مستشارا للملك، في تجاوز لمطالب الشعب المغربي وللحركة». هذا التعيين حسب هذا الناشط العشريني قد يخلف رد فعل قوي من طرف الشارع الذي طالب برحيل الهمة. ومن جانبه، اعتبر نجيب بأن هذا التعيين سيزكي مطالب الحركة المنادية بإسقاط دستور المملكة الجديد لأنه يعيد تكرار النظام السابق. وفي سياق متصل، علمت «المساء» من مصدر حزبي أن قيادة حزب الأصالة والمعاصرة اجتمعت أول أمس الأربعاء لمناقشة التطورات داخل الحزب بعد تعيين فؤاد عالي الهمة مستشارا للملك محمد السادس.وأكد المصدر ذاته أن المكتب الوطني للحزب ناقش مسار الحزب والمؤتمر الوطني المقرر عقده بعد ثلاثة أشهر. وأكد صلاح الوديع، عضو المكتب الوطني للحزب، في تعليقه على استقالة الهمة من الحزب بعد تعيينه مستشارا ملكيا بأن هذه الاستقالة منطقية لأن مهام المستشار لا تتلاءم مع أي مهام حزبية، معتبرا أن المرحلة المقبلة بالنسبة إلى الهمة ستكون جديدة بكل المقاييس، غير أن تجاربه المتعددة كفيلة بأن تساعده في مهامه الجديدة. وأكد الوديع أن الهمة كان عضوا قياديا ضمن الأعضاء القياديين وليس المسؤول الحزبي الوحيد داخل الأصالة والمعاصرة، مستغربا من تسليط الأضواء على هذا التعيين لأنه سبقه تعيين مستشار ملكي آخر هو ياسر الزناكي دون أن يثار أي مشكل بخصوصه. وبخصوص سؤال حول مصير حزبه بعد استقالة الهمة، اعتبر الوديع أن الجواب عن هذا السؤال هو التطور الطبيعي للحزب خلال المحطات التنظيمية المقبلة. وكان فؤاد عالي الهمة المستشار الملكي قد فسر في بيان له تقديم استقالته من صفوف حزب الأصالة والمعاصرة ب»ضرورة الاستقلالية والتجرد». وقدم الهمة كذلك بعد تعيينه مستشارا ملكيا استقالته من رئاسة بلدية الرحامنة، غير أنه احتفظ برئاسة «مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة» حرصا منه على الإسهام في المشروع التنموي لهذه المنطقة ولساكنتها.