شكرا. شكرا جزيلا يا أروع وزير تربية وطنية. فقد كنتُ ليلة أمس نائما. وفي نومي كانت تقف علي معلمة الفرنسية. وتنهرني قائلة أين التمارين. ومن الواتساب كانت تخرج وحوش. وتخرج معلمة الرياضيات والعربية. ويخرج المدير بقرنين فوق رأسه. وكانت واجبات مدرسية تجثم على صدري. حتى أنني بللت فراشي يا معالي وزير التربية الوطنية. وأثناء ذلك. وأنا ناعس. وأعاني من كابوس التعلم عن بعد. كنتُ أطلب النجدة. وأطلب من الله أن يمنحني عطلة. وأطلب منه أن أمرض حتى لا أضطر للدخول إلى الواتساب. وأطلب منه أن لا يأتي يوم الاثنين. وأشكو إليه حالي. وأقول يا رب. أنت وحدك قادر على إيقاف التعليم عن بعد. فالمنزل لللعب وللبلاي وللرسوم المتحركة وليس للدراسة. وفي الصباح. ولما استقيظت. جاءتني البشارة. وأخبرني أبي أني حصلت على عطلة. فطرت من الفرح. وصرخت صرخة أيقظت كل الجيران. فهل استجبت إلى طلبي يا الله. وهل بكل هذه السرعة. وفي اللحظة التي كنت فيها أشخر وأصرخ وأتقلب وأهرب في سريري من المعلمات. وهن يلاحقنني. وفي منتصف الليل. أرسلت إلي سعيد أمزازي ليزف إلي الخبر السعيد. ولي سؤال أخير يا الله. واغفر لي إلحاحي. فأنا طفل صغير. ولا أتقن لغة الكبار. هل سعيد أمزازي هو ملاك العطل. وهل هو بابا نويل الذي يوزع الهدايا على الأطفال. لكننا في أواخر شهر أبريل. والسنة الجديدة مازالت بعيدة. وهل يمكنه أن يأتي في أي وقت ويمنحنا عطلة. وهل يمكنك يا الله أن تأمره أن يمددها قليلا. وصراحة فقد فاجأني سعيد أمزازي. وقد تأكدت أنه أكثر من وزير وأنه كفاءة الكفاءات. ودون أن تكون هناك عطلة. ثم وأنت تحلم بها. وبمجرد أن تستيقظ. تجدها أمامك. هذه معجزة يا الله. فهل هو رسول العطل. وهل لهذا جاءت العطلة في وقت متأخر من الليل. وما جعلني أحترمه أكثر. وأقدره. أنه نشر بلاغها في منتصف الليل. ونحن نيام. وقد جعلها مفاجأة. ورغم أنها قصيرة. ولا تتجاوز أسبوعا. لكنها ستخلصنا من المعلمات. ومن الواتساب. ولو إلى حين. فشكرا. شكرا مرة أخرى لأحلى وألطف وزير. وأتمنى أن تسير معاليك على نفس النهج. وأن تفاجئنا دائما. وصدقني. وعلى عكس الكثيرين. فقد راقني أن تعلن عن خبر العطلة في منتصف الليل. وحين أستيقظ أجدها أمامي. وأحضنها. وأقبلها. وأفرح بها. وأقول لك إنها أهم من الحلوى. ومن المثلجات. وأقول لك لقد أثلجت صدور كل التلاميذ. وأعتبر ذلك عبقرية منك. وقرارا غير مسبوق. ويليق بالظروف الصعبة التي نعيشها. كبارا وصغارا. ومن الناحية البيداغوجية فالعطلة المفاجئة محفزة. وتجعل التلميذ يحب المدرسة. وينتظر منها المفاجآت. كما أنه تجعله ينام مبكرا كي يجدها في الصباح. أما الذين ينتقدونك فلا دراية لهم بوقع المفاجآت على الصغار. وأن تأتيهم العطلة من حيث لا يتوقعون. وما أتمناه هو أن تبقى على نفس الخط. ولا تهتم بالانتقادات لأنها في معظمها غير بناءة. كما أني أشجعك. وبعد أن تنتهي هذه العطلة. عليك أن تعلن عن أخرى في الرابعة صباحا. وفي الخامسة. وفي يوم الجمعة. وفي السبت. وفي الاثنين. وفي كل الأيام. وفي أي توقيت تشاؤه. وألا تتراجع. فنحن الصغار نحبها. ورغم أن رجال التعليم لن يعبروا عن ذلك بنفس صراحتنا. ولن يشكروك. فهم يتمنون حياة كلها عطلة. وهذه طبيعة بشرية. وليست خاصة بمهنة دون أخرى. فلا أجمل من وقع المفاجأة. وأن تحصل على شيء لم تكن تتوقعه. فلا تتراجع ولا تبال. فقذ كنت موفقا. ورائعا. ومنحتها لنا في الوقت المناسب. شكرا شكرا يا معالي الوزير. ولا تخيب ظني فيك وحين أنام ليلة الأحد القادم. أريد أن أجد نفس الهدية. صباح الاثنين. فلا تخذلنا. ولا تجعلنا نغير موقفنا منك. يا ملاك العطل يا نصير الصغار والمعلمين والأساتذة. يا مانح العطل في منتصف الليل.