[email protected] تنفست مدينة العيون الصعداء ظهر اليوم الأحد، بعد أكثر من 12 ساعة من التوجس والهلع التي انتابت الساكنة المحلية إثر تسجيل حالة مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا تقدمت للمركز الإستشفائي مولاي الحسن بن المهدي. قصة حالة المشتبه به انطقت على الساعة السابعة من مساء يوم السبت، حيث تقدم شاب عشريني سبق أن ولج التراب الوطني عبر ميناء طنجة في الخامس من شهر مارس الجاري للمستشفى نتيجة لإصابته بالحمى وارتفاع في درجة حرارته، وذلك في سياق تشخيص حالته الصحية والبحث عن علاج لتخفيض درحة حرارته. مباشرة بعد تقدم الشاب لمستعجلات المستشفى أخطر الأطر الطبية المرابطة بعودته مؤخرا من الجنوب الإسباني، ما خلف حالة إستنفار في المستشفى، حيث عاينت "كود" اتصاله بأحد أصدقائه يطلب من خلاله تزويده بمبلغ مالي قصد اقتناء ميزان حرارة نتيجة لعدم توفر المستشفى عليه -حاولت "كود" إلى حدود كتابة هذا الأسطر الإتصال بالمدير الجهوي للصحة ومديرة المستشفى دون أن يجيبا على الإتصالات الهاتفية لأخذ وجهة نظرهم فيما يتعلق بميزان الحرارة- الشيء الذي واكبته "كود" على الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة، عندما توصل صديق المعني بالأمر بالإتصال لنتوجه برفقته إلى مستشفى الحسن بن المهدي في العيون، لنمنع من ولوجه بذات السيارة التي نقلته للمشفى نتيجة للتدابير الوقائية المتخذة، حيث تم تمكين المعني بالامر من المبلغ المالي لإقتناء ميزان الحرارة، لنظل مرابطين قرب المشفى لازيد من ساعة ونصف في انتظار التأكد من حالته الصحية ودرجة حرارته التي أكد الشاب فيما بعد أنها عادية، مؤكدا في اتصالات هاتفية متكررة عاينتها "كود" أنه لا يعاني أعراض فيروس كورونا خاصة تلك المتعلقة بمشاكل تنفسية. بحلول الساعة التاسعة ليلا تلقت "كود" سيلا من الإتصالات الهاتفية تفيد بالإشتباه بإصابة شخص بفيروس كورونا في العيون، قبل أن تتوصل "كود" بمعطيات شخصية يمنع تداولها قانونيا نتيجة لإعتبارها تدخل ضمن نطاق انتهاك الخصوصية، حيث تضمنت اسم الشاب ولقبه ومقر سكناه ورقم بطاقة التعريف الوطنية، وهي ذات المعطيات التي تم تعميمها على منصة التواصل الإجتماعي "فيسبوك" وتطبيق التراسل الفوري "واتساب"، ما يطرح عديد الإستفهامات حول مسربها والغرض من ذلك، إذ دعا المئات من متداوليها لوجوب فتح تحقيق في واقعة التسريب تلك والضرب بيد من حديد على المتورطين فيها تماشيا والتدابير المتخذة في هذا الصدد سواء كانوا أطرا جبيا او حراس أمن المستشفى. "كود" ظلت في اتصال مباشر بصديق الشاب الذي اُخضع للحجر الصحي، إذ انخفضت حرارته لتبلغ 37 درجة ما بعد منتصف الليل، كما لم يعاني أي سعال طيلة الليل، وهو الشيء الذي بعث حالة من الإرتياح في أوساط عائلته والمقربين منه إلى حدود ظهر اليوم، وقت تأكيد سلبية تحليلاته المخبرية. حالة من الرعب والهلع تلك التي انتابت الرأي العام المحلي بسبب تسريب خبر يمكن أن يهدد السلم الإجتماعي بمدينة العيون في ظل الإنخراط الإيجابي الكبير من قِبل الساكنة في التدابير الوقائية المستلهمة من لدن الجهات الوصية لمواجهة شبح إنتشار عدوى الفيروس، حيث تكاتفت جهود كل المتدخلين من مواطنين وسلطات محلية وأطر طبية في سبيل المحافظة على سجل مدينة العيون وجهة الساقية الحمراء ناصعا من وباء عالمي يترصد المملكة.