استقبل مشفى الدوق دي طوفار بمدينة طنجة، الثلاثاء، حالة شخص يشتبه إصابته بفيروس "كورونا" بعدما ظهرت عليه أعراض قيء وسعال مصحوب بارتفاع في درجة الحرارة، وقد جرى وضعه في غرفة معزولة إلى حين إجراء التحاليل المخبرية المعمول بها في مثل هذه الحالات، ليتأكد بعد ذلك أن نتيجة التحاليل سلبية. وفي وقت يسود تكتم كبير بخصوص الموضوع تفاديا للتهويل والتضخيم، كشفت مصادر هسبريس عن حجم الفراغ العلمي واللوجيستيكي الذي رافق استقبال المواطن الإيطالي موضوع الحجر الصحي، في ظل افتقار كل الأطر الطبية والتمريضية لأي تكوين علمي مسبق بخصوص كيفية التعامل مع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" المشتبه فيها أو المؤكدة. واستحضرت المصادر ذاتها توافد عدد من المسؤولين الإقليمين ومديري المستشفيات بطنجة الكبرى، للتداول في طريقة التعامل مع الحالة لأخذ عينة وإجراء تحاليل، مشيرة إلى حالة الذعر والخوف والرهبة التي رافقت العملية بحكم الفراغ على المستوى العلمي والنقص في المعدات بمستشفى "سوق البقر". وبينما يعيش مغاربة على أعصابهم بعد تسجيل أوّل إصابة مؤكّدة بفيروس "كورونا" بالمملكة، اختارَ آخرون الاستهزاء والهزل والتهوين من خطورة الفيروس وانبرى رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى السخرية من الوباء "القاتل"، في المقابل تحذر السّلطات من السّقوط في الشائعات المغرضة وتعامل بحزم مع مروجيها. هناء الحداد، عضوة لجنة الإعلام والتوصل بحركة الممرضين وتقنيي الصحة، تساءلت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن صفة الخلية المسؤولة على توعية المواطنين الذين حجوا إلى مختلف المراكز الاستشفائية بجهات المملكة، عقب إعلان وزارة الصحة رسميا عن تسجيل إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا". وقالت المتحدثة ذاتها إن الأطر الصحية تجد نفسها محرجة أمام تساؤلات المواطنين بخصوص موضوع "كورونا"، مضيفة: "إننا الآن أمام وضعية وبائية جديدة تستدعي تجند جميع الأطر بمختلف تخصصاتها، وفق تصور وإستراتيجية معدة سلفا، بعيدا عن الارتجالية والعبثية التي ألفناها عندما يجد الجد". وأوردت عضوة لجنة التواصل والإعلام بحركة الممرضين وتقنيي الصحة: "كان من الأجدر وقبل رصد الحالة الأولى تحديد لائحة المتطوعين لهذه المهمة على شكل فُرُق صحية ولجن بمختلف الأقاليم مُكوّنة من أطباء وممرضين وإجراء تكوين علمي خاص لمواكبة الفيروس وكيفية التعامل مع المصابين من خلال طرق المحاكاة قبل التعامل بشكل مباشر مع الحالات المؤكدة أو المشتبه فيها". وختمت الحداد تصريحها بالتأكيد على استعداد الأطر التمريضية والصحية الانخراط في مواجهة هذا الفيروس، مطالبة بضرورة توفير تدابير وقائية وضمان شروط الممارسة السليمة والكرامة والتعويض عن الأخطار؛ وهي المطالب التي بحت حناجر الحركة دون أن تتم الاستجابة لها.