الحانوت الصغير في الحي الذي يلجأ إليه الجيران في كل حين لشراء كل ما يحتاجون إليه في حياتهم اليومية، يأبي الاستسلام للتطور الزمني، وللتمدن الذي يزحف على المغرب، وللتغيرات المتسارعة التي تفرض قواعد التوزيع في صيغتها الجديدة، ما هو سر هذا الصمود؟ إنه البيع للزبون بالقرض (الكريدي). يتعلق الأمر هنا بمول الحانوت، (البقال). إننا أمام متجر رئيس في كل حي، نظرا إلى الأدوار الاقتصادية والاجتماعية التي بلعبها، أحيانا يحل محل البنكي، حيث يمكنه تقديم قروض دون فائدة، كما يمكن أن يلعب دور بائع التبغ أو السجائر بالتقسيط، كما يمكن أن يتحول في الوقت نفسه إلى بائع للأكلات السريعة، لأنه يستطيع تحضير بعض الأكلات السريعة في الحين، كما أنه موزع قنينات الغاز، ومركبها، حيث يذهب مساعد التاجر إلى المنازل لتغيير القنينة الفارغة وتركيب أنابيب القنينة الجديدة، وأخذ القنينة الخالية إلى الحانوت. لكن الدور البارز الذي يقوم به «مول الحانوت” هو البيع للجيران، إذ يمكنك شراء كل ما تحتاج إليه إن كانت تربطك به علاقة جيدة دون الحاجة إلى دفع مقابل السلعة في الحين، بحيث يمكن الدفع في أخر الأسبوع أو أخر الشهر، وفق المتفق عليه، وهو الامتياز الذي لا يمكن أن تجده في الأسواق الممتازة. مازالت هناك أشياء أخرى تميز مول الحانوت إنه المرجع في الحي، تترك له مفاتیح بيتك ليعطيها إلى أحد أقاربك في حال غيابك، يمكن لأبنائك الجلوس امام دكانه اذا خرجوا مبكرا من المدرسة، إنه مصدر قيم للمعلومات بالنسبة إلى الأجهزة الأمنية حول كل التحركات المشبوهة في الحي.