مامولفينش بزاف نشوفو عيالات يخرجو مع الميت فالكَنايز فمعظم الدول العربية، لكن فكَنازة لينة بن مهني كان الاستثناء: مجموعة من الحقوقيات والمناضلات ممشاوش فقط فمراسيم الدفن بل هزو على كتافهوم نعش الفقيدة اللي مغطي بالراية التونسية، ومشاو بيه حتى للمقبرة. وماشي غير هذشي، كَنازة لينا كانت متميزة وفريدة من نوعها، بعدما رفعو الناشطات شعارات “فيمينيست” تغناو فيها بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، عوض ترديد الأدعية اللي كتكون فبحال هذ المراسيم أو الآيات القرآنية ، وأبرز الشعارات: “نسويات ثوريات ضد كل الرجعيات، الشهيد خلى وصية لا تنازل عالقضية، مساواة مساواة للنساء..” تعاونوا العيالات مع الرجال فحمل لينا وتشييع جثمانها إلى مثواها الأخير، بلباس عادي وبدون حجاب، وبقاو حتى حضروا مراسيم دفنها. وفمواقع التواصل الاجتماعي عبروا مجموعة من الرواد عن إعجابهم بهذ الكَنازة الفريدة، واستحسناتها ناشطات كثيرات، أبرزهم الحقوقية المغربية مينة بوشكيوة التي قالت في تدوينة لها تعليقا عن الموضوع: “فقط في تونس الحرة.. جنازة لينا بن مهني، نعشها، تحمله النساء، محجبات وسافرات، لا فرق في القضية، بين امرأة وامرأة، لا الهوية الدينية ولا الألوان السياسية، إنها فقط، قضية حرية وإنسانية وكرامة وعدالة اجتماعية”. من جهتها، قالت الإعلامية الجزائرية هاجر حمادي، في نعييها للينا، وإعجابها بحمل النساء لنعشها: “قررت نساء تونس الحرائر تشييع جثمان لينا بن مهني على أكتافهن، إنها المناضلة لينا التي قادت الثورة ضد بن علي وضد الفساد السياسي والتطرف الديني في آن واحد ، وحاربت من أجل تونس المستقبل ، وداعا يا أيقونة نساء شمال أفريقيا ، و سلام لروحك يا قديسة الحرية”. يذكر أن لينا، اللي اشتغلات أستاذة جامعية للغة الإنجليزية، وعرفت بنضالها خلال ثورة الربيع العربي، توفات أمس الاثنين عن عمر يناهز 36 سنة، وبعض صراع مع المرض، وخلات موراها حزن كبير على فراقها.