مسار حزب “الأصالة والمعاصرة” بيد القضاء. إما أن ينتصر تيار المستقبل أو يبقى الحزب كما عليه، حيث قررت المحكمة الاستئنافية بالرباط مهلة “أسبوع” للحسم في شرعية انتخاب سمير كودار، رئيسا اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب. أسبوع واحد لمعرفة خريطة “التحالفات”المقبلة لحزب “الأصالة والمعاصرة، هل يقبل ب”الانضمام” إلى جبة “الأحرار” أو يستسلم لرغبة “القادة الجدد” داخل الحزب بزعامة تيار المستقبل الذي بدأ في تشكيل “كتلة سياسية وانتخابية جديدة” عبر أحزاب العدالة والتنمية والاستقلال والتقدم والاشتراكية (تجربة جهة الشمال..). وفي هذا السياق كشف مصدر قيادي في حزب “الأصالة والمعاصرة” وأحد مؤسسي تيار المستقبل بالحزب، أن “تيار المستقبل بمثابة عرض سياسي مطروح أمام الدولة، هدفه إعادة ترتيب التحالفات الحزبية وضخ الحيوية في المشهد الحزبي”. وشدد القيادي البارز في حديثه مع “كود” أن تجربة “انتخاب مكتب مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة عبر التوافق بين الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية من خلال إنهاء مرحلة الياس العماري، الأمين العام السابق لحزب البام وعدو الإسلاميين، شكلت نقطة مفصلية في الكشف عن العرض السياسي للتيار”. خطة تيار المستقبل، وفق المصدر نفسه، هي “تقديم عرض سياسي يقطع مع المرحلة السابقة وإعادة حزب الأصالة والمعاصرة إلى خانة الأحزاب العادية، وجعله يشكل تحالفات مع من يريد وفق ما تقتضيه المرحلة السياسية”. وأوضح القيادي في الحزب الذي فضل عدم ذكر اسمه أن “تيار المستقبل يسعى إلى تشكيل كتلة سياسية قادرة على إعطاء دفعة جديدة للعمل السياسي”. التحولات الأخيرة التي يشهدها المشهد الحزبي وطنيا وجهويا ومحليا وخصوصا بعد إشراك حزب “العدالة والتنمية” في هيكلة مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة وقص أجنحة الأحرار بالمجلس، كشفت عن وجود “رغبة” لدى أطراف حزبية عدة من أجل الخروج عن “المألوف” وعن “التحالفات التقليدية”. مؤشرات عدة تؤكد وجود تفاعلات غير مسبوقة داخل المشهد الحزبي، بدءا بالحوار الداخلي لحزب العدالة والتنمية والذي لم ينهي بعد الأزمة الداخلية، مرورا بتيار المستقبل في حزب “الأصالة والمعاصرة”، ثم تيار التغيير بحزب الحركة الشعبية، بالإضافة إلى بزوغ نوع من الحيرة وسط حزب التجمع الوطني للأحرار. “إنها هيكلة جديدة للحقل الحزبي لا نعلم مخرجاته ولكنها تحولات ايجابية ونحن في قيادة البيجيدي نتابعها عن كثب” يقول مصدر قيادي في حزب العدالة والتنمية ل”كود”. انتخابات ما بعد الياس العماري بمجلس الشمال، أظهرت تحالفا جديدا تمثل في “الاستقلال والبيجيدي وتيار المستقبل” مقابل إضعاف الأحرار “. عبد اللطيف وهبي القيادي في تيار المستقبل بحزب الأصالة والمعاصرة كان قد قال في اتصال سابق مع “كود” إن “ما حدث في مجلس جهة طنجة درس جديد في السياسة، وأن تيار المستقبل فتح الحوار مع جميع الأطراف ومن ضمنهم حزب العدالة والتنمية الذي استجاب ونشكره على ذلك”. وأوضح وهبي ل”كود” أن “هذا التحالف إشارة مهمة من الناحية السياسية ودليل على صفحة جديدة من العمل السياسي النبيل الذي يرفض الاقصاء”. وأكد وهبي ما ذهبت إليه مصادر “كود” بخصوص “تحفظات على حزب التجمع الوطني للأحرار”، بالقول :”هذا الحزب يقوم بتصرفات تضر بالعمل السياسي وهذا ناتج عن عدم إلمامه بالتعامل السياسي المنطقي”، مشدد أن “تيار المستقبل لا يقوم بتحالفات ضد حزب معين ولكن يده ممدودة للجميع”.