نشرت منظمة الصحة العالمية الاثنين تقريرا عن ظاهرة الانتحار حول العالم. وجاء في التقرير أن شخصا واحدا ينتحر كل 40 ثانية، أي أكثر من الذين قتلوا في الحروب وعمليات القتل أو سرطان الثدي. وتصدرت مصر قائمة البلدان العربية من حيث أعداد المنتحرين لعام 2016، حيث شهدت 3799 حالة انتحار. في تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الاثنين، دقت المنظمة ناقوس الخطر بشأن معدل الانتحار العالمي، فقد ورد في التقرير أن شخصا واحدا يموتمنتحرا كل 40 ثانية، ليصل العدد، طبقا للتقرير إلى 800 ألف شخص سنويا، أي أكثر من الذين قتلوا في الحروب وعمليات القتل أو سرطان الثدي. وأظهر التقرير أن أكثر من نصف المنتحرين في العالم أجمع هم دون سن ال 45. وفي فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، يأتي الانتحار في المرتبة الثانية بعد حوادث الطرق كسبب رئيسي للوفاة. ومن أكثر طرق الانتحار شيوعا هي الشنق وإطلاق النار وتناول المبيدات السامة خصوصا في المناطق الريفية. والمثير في الأمر أن التقرير أوضح أن البلدان ذات الدخل المرتفع لديها معدل أعلى لحالات الانتحار أكثر من غيرها من البلدان ذات الدخل المتوسط. مصر.. الأولى عربيا في عدد حالات الانتحار وقسم التقرير بلدان العالم حسب القارات، ففي القارتين الأفريقية والآسيوية اللتين تحتضنا كل البلدان العربية، تفوقت مصر على الدول العربية التي تشهد نزاعات مسلحة وحروبا أهلية حيث شهدت 3799 حالة انتحار في عام 2016، وتجاوز عدد الرجال المنتحرين أعداد النساء المنتحرات (3095 مقابل 704). وحل السودان الثاني عربيا ب3205 حالة انتحار، ثم اليمن ثالثا ب 2335 منتحرا. أما الجزائر فقد جاءت في المرتبة الرابعة بعدد حالات انتحار بلغت 1299 حالة، ثم العراق بعدد 1128 حالة والسعودية في المرتبة الخامسة بنحو 1035 حالة. ويعتبر المغرب البلد العربي الوحيد الذي شهد ارتفاعا ملحوظا في معدلات الانتحار لدى الإناث فقد بلغ عدد الحالات 613 حالة مقابل 400 حالة من الذكور. اختلاف الثقافات والضوابط الدينية يؤثر على السلوك الشخصي للمقدم على الانتحار وتعتبر الدكتورة سهير لطفي، الرئيسة السابقة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بأن ظاهرة الانتحار هي سلوك فردي سلبي قديم يستخدم دائما كوسيلة سلبية لمواجهة الأزمات الحياتية. وقالت في اتصال لفرانس24 “بما أنه سلوك فردي فيختلف بطبيعة الحال من حالة إلى أخرى كما تختلف معها العوامل المؤثرة في الفرد بذاته، مثل الاضطراب النفسي أو عدم الثبات الوجداني وغيرها”. وترجع المختصة ارتفاع نسب الانتحار في البلدان المتقدمة عن غيرها من البلدان ذات الدخل المتوسط، الأمر الذي أكده التقرير، إلى أن اختلاف الثقافات والضوابط الدينية والإيمان بالغيبيات غالبا ما يؤثر على السلوك الشخصي للمقدم على الانتحار، فمن شأنه أن يجعل منه شخصا “اتكاليا” يرضى بالأمر الواقع، ولكن حين تتراكم الأزمات الاجتماعية الضاغطة على الأفراد تبدأ فكرة الانتحار تراود الشبان كمخرج سلبي سريع من الأزمة. وأما فيما يخص انتشار الظاهرة وسط الشباب، فسرت الدكتورة لطفي الشريحة العمرية، قائلة أن كلمة “جرب” هي الأسهل بين الشباب، كما أدى انتشار ثقافة التمرد على المجتمع وإثبات “رجولتهم” إلى اللجوء للانتحار. وأوضحت المنظمة أن معدل الانتحار العالمي قد انخفض نسبيا بين العامين 2010 و2016 لكن عدد الوفيات ظل مستقرا بسبب تزايد عدد سكان العالم.