أقدم مساء اليوم الثلاثاء، شاب (ا.ا)، في عقده الثالث، متزوج وأب لطفلين،الساكن بشارع طريفة، بحي الطوابل السفلى بمدينة تطوان، على الانتحار داخل منزل الأسرة، في ظروف غامضة وغير محددة فاجأت الجميع، خاصة أفراد عائلته. وقد تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات لاخضاعها للتشريح، من أجل الكشف عن أسباب الوفاة الحقيقية، هذا في الوقت الذي فتحت فيه مصالح الشرطة القضائية بالدائرة 5 للشرطة التابعة لولاية أمن تطوان، تحقيقا عاجلا حول الواقعة، بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بتطوان. وجاء هذا الانتحار الذي اهتزت له الحمامة البيضاء، تزامنا مع تخليد العالم لليوم العالمي لمنع الانتحار الذي يصادف اليوم الثلاثاء، 10 شتنبر. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، بمناسبة اليوم العالمي لمنع للانتحار، أن شخصا واحدا بر العالم يقدِم على الانتحار كل 40 ثانية، معتبرة أنه ثاني أسباب الوفاة بين الشباب بعد حوادث الطرق. ودعت المنظمة، في تقرير نشرته أمس الإثنين بمناسبة هذا اليوم، حكومات الدول، إلى وضع استراتيجيات وطنية ملزمة لمعالجة الأسباب التي تدفع الناس إلى الانتحار، لافتة إلى أن 38 دولة فقط لديها خطط في هذا المجال. وقال المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس أنه ورغم التقدم المحرز، ما زال هناك شخص يفقد حياته كل 40 ثانية من جرّاء الانتحار، إذ تمثل كل حالة وفاة مأساة لأسرة الفقيد وأصدقائه وزملائه، ورغم ذلك، فإن منع حالات الانتحار أمر ممكن، مشددا على ضرورة إدراج استراتيجيات مُثبَتة لمنع الانتحار في الصحة والتعليم. وأوضح التقرير ذاته، أن المعدل العالمي الموحّد حسب السنّ للانتحار في عام 2016 بلغ 10.5 لكل 100 ألف شخص. بيد أن المعدلات تباينت بين البلدان، من 5 وفيات إلى 30 وفاة بالانتحار لكل 100 ألف نسمة. وأشار التقرير، إلى أن 79 في المائة من حالات الانتحار في العالم وقعت في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، في حين سجّلت البلدان مرتفعة الدخل أعلى المعدلات، حيث بلغت 11.5 لكل 100 ألف نسمة. وبيّن أن عدد المتوفين من الرجال بالانتحار في البلدان مرتفعة الدخل يصل إلى نحو ثلاثة أمثال عدد النساء، عكس البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تميل كفّة المعدّل إلى التساوي بدرجة أكبر. وصنفت منظمة الصحة العالمية، المغرب في المرتبة السابعة على الصعيد العربي، من حيث معدلات الانتحار خلال عام 2016، ب (1014) حالة، (613 حالة) انتحار بالنسبة للإناث و(400 حالة)، مسجلة أن المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي ارتفعت فيه حالات انتحار الإناث. وقد تصدرت مصر قائمة الدول العربية من حيث معدلات الانتحار خلال عام هذه الفترة، حيث شهدت 3799 حالة انتحار في عام 2016، متبوعة بالسودان (3205 حالة انتحار) ثم اليمن (2335 حالة)، ثم الجزائر في المركز الرابع بعدد حالات انتحار بلغ 1299 حالة،ثم العراق (1128 حالة)، والمملكة العربية السعودية في المرتبة الخامسة برصيد (1035 حالة).