صناعة السيارات فالمغرب كتعيش عصر الازدهار. فبدشين المنظومة الصناعية لمجموعة “بي. إس. أ” بالمملكة، في حفل ترأسه الملك محمد السادس، أمس الخميس، بالمنطقة الصناعية المندمجة “أتلانتيك فري زون” بجماعة عامر السفلية (إقليمالقنيطرة)، ستتضاعف صادرات هذا القطاع، الذي أضحى يوظف حاليا 189 ألف و600 شخص بين 2013 و2018، منتقلة من 31.7 مليار درهم إلى 65.1 مليارا، ما يجعل القطاع أول مصدر للصناعات بالمملكة، وذلك للعام الرابع على التوالي. ويقرأ من هذه الأرقام أن فضلا كبيرا في النتائج المسجلة يعود إلى تمركز “بي. إس. أ” بهذه المنطقة، وهو ما أكده زير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، في الكلمة التي ألقاها بين يدي الملك، مشيرا إلى أن السيارات المنتجة بالمصنع الجديد “بي إس أ –القنيطرة”، الذي دشن أمس، ستستفيد من نسبة إدماج تفوق 60 بالمائة (80 بالمائة في الأجل المحدد)، وأن 27 مصنعا جديدا من 10 جنسيات مختلفة قد استقرت بالقنيطرة، وأن مركز “آر آند دي” الذي كان من المرتقب أن يشغل، مبدئيا، 1500 مهندس وتقني عالي، يشغل اليوم 2300 مستخدم، 85 بالمائة منهم مهندسون. وأكد العلمي، بهذه المناسبة، أن المجموعة الفرنسية “بي إس أ” استثمرت 3 ملايير درهم، وتعتزم استثمار مبلغ مماثل في مشاريعها المستقبلية، موضحا أنه تم إحداث المصنع الجديد “بي. إس. أ” بالقنيطرة لإنتاج سيارات ذات محرك حراري وأخرى بمحرك كهربائي، معززا بذلك الطموح الصناعي للمملكة، ومستجيبا لإرادة الملك الأكيدة لجعل المغرب نموذجا على مستوى القارة في مجال التنمية المستدامة. وأضاف أن مشتريات “بي. إس. أ” للأجزاء المصنعة بالمغرب بلغت 700 مليون أورو سنة 2018، وهو ما يفوق التوقعات، موضحا أن بلوغ هدف مليار أورو من المشتريات سيتحقق قبل 2025. كما أكد أن مصنع “بي. إس. أ” الذي جرى تدشينه اليوم يستفيد من الدينامية التنموية التي تشهدها المملكة، لاسيما بفضل الخط فائق السرعة الذي يسمح اليوم، بتحرير السكك الحديدية الرابطة بين القنيطرة وميناء طنجة المتوسط، وإصلاح التكوين المهني الذي سيمكن من تحسين تنافسية الأنظمة الصناعية. من جهته، أكد نائب المدير التنفيذي ل”بي. إس. أ” بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا جان كريستوف كيمار، أن الرؤية التي يتبناها الملك “لتطوير منظومات اقتصادية فعالة أضحت واقعا بالنسبة لمجموعة (بي. إس. أ) بكافة مكوناتها، انطلاقا من تلك التي تحظى بالأهمية الأكبر: التكوين المهني للرجال والنساء الذين سيصنعون مستقبل صناعة السيارات، مع آفاق مهنية واسعة وغنية داخل فرع المجموعة بالمغرب”. يشار إلى أنه، وبعد على تدشين المصنع الجديد للمجموعة الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 100 ألف عربة ومحرك مرتبط بها، سنويا، وإعطاء انطلاقة أشغال توسعة هذا المركب الصناعي من الجيل الجديد، الذي ستتضاعف طاقته الإنتاجية، حتى قبل 2023 – التاريخ المرتقب لتحقيق هذا الهدف- والذي سيوفر 4 آلاف منصب شغل عند الأجل المحدد، جرى عرض شريط مؤسساتي سلط الضوء على مختلف مراحل إنجاز المنظومة وعلى الإنعكاس الإيجابي لهذا المشروع على قطاع السيارات الوطني، والجهود المبذولة لضمان نجاحه الكامل.